عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شجاعة شوبير!

شجاعة شوبير!

بقلم : جورج أنسي

الملاحظة الدقيقة التى سجلها الإعلامى البارز أحمد شوبير فى برنامجه (مع شوبير) على فضائية صدى البلد أمس الاثنين ، جاءت بمثابة تأكيد على إمتلاكه شجاعة القول والتعليق حتى لو كان ذلك عكس تيار جارف يموج به قطاعات عدة فى المجتمع المصرى الذى فقد تسامحه واتزانه النفسي والانساني منذ سبعينيات القرن الماضى.



للأمانة وإحقاقًا للحق ، فإن كلمات شوبير نزلت على رأسى كالصاعقة وهو يعلن - بمنتهى الضيق الحقيقى والصراحة المتناهية - استهجانه لما فعله أحد المنظمين بمباراة (المصرى البورسعيدي) أمس الأول أمام (إيفيانى ابو) بطل نيجيريا فى تصفيات دور ال ٦٤ لبطولة الكونفيدرالية الأفريقية ، حيث دخل خلسة أثناء ضربات الترجيح من نقطة الجزاء ليخطف (سبحة) خاصة بحارس مرمى الفريق الضيف فى سابقة يندر ان نراها فى أى ملعب كرة قدم!.

وإذا كان التبرير الذى قيل بعد المباراة، إن  هذا الرجل أراد ان يحافظ على حظوظ المصرى فى الصعود لدور ال ٣٢ باتقاء (السحر) الافريقى وخطف تلك التعويذة التى الموضوعه فى المرمى -مع رفضنا الكامل لهذا التصرف حتى لو كان ذلك تعويذة سحر- فإن الكابتن شوبير فجر مفاجأة محزنة على الهواء بإظهار تلك السبحة السحرية والتى يتدلى فى نهايتها (صليب) ..نعم صليب ، بل والأعجب انه بسؤال (البطل) الذى تسلل للملعب ليخطف ما ليس من حقه،قال بصوت خفيض على الهواء:( كان فى نهايتها صليب(!!) .

والحقيقة ان تعقيب شوبير تكفل بالاستهجان والاستخفاف بهذا التصرف المزرى الذى يسئ لدولة كاملة بحجم وعراقة مصر وهو ما يجعلنى لا احتاج ان اعلق على هذة الواقعة الغريبة ولكننى فقط أقف حزينًا على ما آل اليه حال المجتمع المصرى الذى يجرى غالبيته ..بقصد او بدون قصد ..بعلم او جهل.. نحو التشدد والتعصب وعدم القدرة على إحتواء الآخر أيًّا كانت أفكاره وعقيدته.
 
...لقد ترسخ فى أذهان عدد لابأس به من جماهير شعبنا الطيب نظرية المؤامرة والتعصب المقيت للدين دون إعمال العقل ، إما بحثًا عن دور فى عالم يعج بالتطرف فى كل شىء ، او كأداة فى يد منتفعين يستغلون العواطف الدينية الجياشة لتحقيق مآرابهم الخطرة على سلام وإستقرار مجتمع كان وسيظل قادرًا على إحتواء الجميع... ولنا فى مصر قبل ١٩٥٢ المثل والقدوة الحسنة فى وجود مجتمع متنوع يضم أجناسًا مختلفة عاشت بسلام على أرضها دون خوف أو قلق .   
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز