عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
كراش

كراش

بقلم : مروة رسلان

أصوات سيارات الإسعاف حولي..



صرخات مرتبكة..

كان أخر ما سمعته قبل ذهابي في غيبوبة طويلة..

وعندما عدت إلي الوقع مرة أخري..

وجدت إنني فقدت أطرافي..

لا أستطيع أن أتحرك.. لا استطيع أن ألمس وجه طفلتي.. لا استطيع أن أبعد حشرة صغيرة عن وجهي.. لا أستطيع تنظيف نفسي.

فبكيت.. بكيت كثيرا.. أنهار من الدموع انحدرت علي وجهي لتحفر الندم علي كل لحظات عمري التي أضعتها في بؤس وشقاء.. أعدد علي النعم التي لم أحصل عليها في حياتي السابقة.

لم أحصل علي وظيفة..

لم أحصل علي أموال..

لم أحصل علي منزل..

لم أحصل علي سيارة..

اكتشفت اليوم أن كل هذا هباءً منثوراً.. اكتشفت أن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة.. وتمنيت لو أن عقارب الساعة تعود للوراء.. ولكن الوقت كان قد فات.. وليس هناك مجال للندم.

هذه قصة ليست حقيقية.. ولكنها قصة تحدث يومياً في حياتنا.

فأنت تضيع أجمل لحظات عمرك علي الندم والحزن علي أشياء دنيوية ليس لها قيمة.. أنت تنسي نعم الله التي أعطاها لك.. وتظل تندب حظك علي الشيء الوحيد المفقود في حياتك.

ولأنك بشر فأنك تنسي.. مثلي تماما.

فرجاء توقف عن حزنك.. وأنظر إلي النعم التي أعطاها الله إليك..

وتذكر قصة ابن السماك عندما دخل على هارون الرشيد الخليفة العباسي يوماً فاستسقى الخليفة، فأُتى بكأس بها فلما أخذها قال ابن السماك: "على رسلك يا أمير المؤمنين لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها، قال: بنصف ملكي، قال: اشرب هنأك الله تعالى يا أمير المؤمنين، فلما شربها، قال: أسألك بالله لو منعت خروجها من بدنك بماذا كنت تشترى خروجها، قال: بجميع ملكي، قال ابن السماك: لا خير في ملك لا يساوي شربة ماء، فبكى هارون الرشيد."

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز