عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
زيارة ميركل للقاهرة .. مصر عادت شمسك الذهب

زيارة ميركل للقاهرة .. مصر عادت شمسك الذهب

بقلم : بهجت العبيدي البيبة
إن زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المزمعة للقاهرة نهاية هذا الأسبوع لها أهمية بالغة، ويجب استثمارها استثمارا مناسبا، بالطبع ليس على مستوى مؤسسة الرئاسة التي تبذل مجهودا كبيرا، لاستثمار، كل الفرص، وقبلها كل الطاقات المتاحة: في الداخل والخارج.


إن أهمية زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تأتي لما تمثله ألمانيا من مكانة في الاتحاد الأوروبي، وعلى مستوى العالم أيضا، من الناحيتين: السياسية والاقتصادية،  خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، إذ تعد ألمانيا - مع فرنسا - القائد لهذا الكيان العالمي الكبير، والذي تعمل الدول الأوربية على الحفاظ عليه وتقويته، خاصة بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أنعش آمال اليمين المتطرف في أوربا، الذي لا يؤمن أغلبه بفكرة الاتحاد.

وإذا كان الغرض الرئيسي من الزيارة هو تقوية العلاقات المصرية الألمانية، لما تدركه ألمانيا وغيرها من الدول من دور مؤثر للقاهرة، حيث هو دور  محوري في دوائره المتعددة: الشرق الأوسط، والعالم العربي، والقارة الأفريقية، والعالم الإسلامي، ذلك الدور المصري الذي تدرك ألمانيا، وغيرها من الدول، أنه، في الآونة الأخيرة، عائد بقوة حيث استطاعت القيادة السياسية المصرية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي تخطي الكثير من العقبات، وفرض الدور المصري الفاعل، في عديد القضايا، مرة أخرى.

إن العقل يؤكد أن هناك ضرورة للاستفادة القصوى من هذه الزيارة على عدة مستويات، لابد أن يكون العامل الاقتصادي على رأسها، وذلك بعرض المشاريع الاستثمارية المصرية على المستشارة الألمانية وكذلك الوفد المرافق لها، ودعوة المستثمرين الألمان للعمل في مصر، حيث أن مناخ الاستثمار في مصر الآن وخاصة بعد ما أطلق عليه الإصلاحات الاقتصادية يعتبر مشجعا للمستثمرين الأجانب.

فالمؤكد أن نسبة ربح أي مستثمر في مصر أكبر بكثير من نسبة ربحه في البلدان الأوربية التي تفرض ضرائب تصاعدية، تجعل صافي الربح لأي مشروع لا يقارن بنظيره في مصر، وكذلك  لو وضعنا في الحسبان أيضاً، تدني أجور الأيدي العاملة في مصر، والتي يجب أن يتم الاهتمام بها، وتدريبها، بحيث تكون على أعلى مستوى، وهو ما يتطلب الاهتمام بالتعليم الفني، وربط التعليم بسوق العمل، وكذلك تدريب طلاب التعليم الفني في الشركات والمصانع لاكتساب الخبرة المناسبة، لينافس نظيره الأوربي، وكذلك تدني سعر الطاقة التي تكلف الشركات في أوربا تكلفة باهظة، إذ تخضع لسعر السوق دون أي تدخل من الدولة.

أما استثمار الزيارة من الناحية السياسية، فأظنه هدفا جوهريا للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أثبت صواب الموقف المصري في كل قضايا المنطقة التي تشغل العالم، وفي القلب منه مصر، وذلك بكسب التأييد الألماني الهام للقضايا المصرية، والتي أظن أن ألمانيا باتت تعلمها على حقيقتها، تمام العلم، بعدما كان معمي عليها في بداية الأمر، حيث كانت الصورة معكوسة بفعل اللوبي الخارجي لجماعة الإخوان والدول التي تقف وراءها، وخاصة تركيا وقطر.

يراود مخيلتي أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لن تترك فرصة حجها للقاهرة دون التطرق لملف اللاجئين الذي أصبح يسبب صداعا لها شخصيا على وجه التحديد ولألمانيا على وجه الخصوص والقارة العجوز بصفة عامة، وهو أيضا ما يجب استثماره جيداً، وذلك بطرح الملف للنقاش، دون رتوش، حيث أنه يجب على الدول الغربية تحمل مسؤولياتها بطريقة صحيحة، وليس مجرد استقبال عدة آلاف أو في أقصى تقدير عشرات الآلاف ممن يعانون مرارة العيش، وتحصدهم آلة القتل، وذلك عن طريق العمل بجدية لاقتلاع أسباب التدفق نحو القارة الأوربية: السياسية، بوقف آلة الحرب، والاقتصادية؛ بمساعدة أبناء  الشاطئ الآخر من المتوسط في أن يحيوا حياة كريمة.

إن زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للقاهرة حتما ستتبعها زيارات لقادة وزعماء غربيين آخرين، وذلك عائد لأن مصر آخذة في لعب دورها المحوري من جديد،  بعد خروجها من عنق زجاجة المؤامرة التي كانت قد حيكت لها في ليل بهيم، استطاع شعبها بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومؤسساتها - وعلى رأسها المؤسسة العسكرية التي مازالت تخوض حربا ضروسا- أن تجهضها، لتعود شمس القاهرة، بلونها الذهبي، تبزغ من جديد. 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز