عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
نكتة طارق عامر السمجة..!

نكتة طارق عامر السمجة..!

بقلم : د. شريف درويش اللبان

قال طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج "مساء dmc" نصًا: "حديثي عن الدولار بـ 4 جنيهات، كانت نكتة، والشعب المصري بيحب النكتة، لكن المرة دي بيحبوا ياخدوا اللي على كيفهم ويحولوه لـ.. ما يصحش". ولأول مرة أرى السياسة النقدية تُدار بالنِكَات اللاذعة لسيادة المحافظ المسئول عن قيمة العملة الوطنية والمتباهي بقرار التعويم، وبأنه لم يتوقع أن تكون تأثيرات التعويم محدودة بهذا الشكل، وكأنه يعيش في دولة أخرى غير مصر، ولا يدرك أن الجنيهات القليلة والرواتب الثابتة منذ سنوات دون تغيير لا تشتري احتياجات الناس الضرورية من الطعام والشراب، فما بالك يا سيادة المحافظ ببنود الصحة والتعليم وفواتير الكهرباء والغاز والتليفون والمياه..!.



ثم هل يجوز التنكيت في ظل أزمة اقتصادية طاحنة يعيشها الوطن، وما المستهدف بهذا التنكيت.. العملة الوطنية .. الجنيه المصري.. أول مرة أشوف محافظ للبنك المركزي يسخر من العُملة الوطنية لبلاده، وكأنه يتعامل بالدولار أو باليورو ولايعنيه أمر الجنيه المصري في شيء، وكأنه فخور بالدولار وما فعله بالجنيه المصري أمام العالمين منذ توليه منصب محافظ البنك المركزي، حيث تُدار السياسة النقدية بأسلوب غير مسبوق يفتقر إلى المهنية والحِرفية أورد الجنيه المصري موارد الهلاك وعرضه لنكسة غير مسبوقة لم تشهدها مصر منذ 50 عامًا بالتمام والكمال، وهى نكسة 1967.

إن أهم ما يميز محافظي البنوك المركزية الصمت، والعمل في هدوء بعيدًا عن الأضواء وكاميرات الإعلام، رأينا هذا في الولايات المتحدة واليابان وعديدٍ من دول العالم المتقدم والنامي، بل رأينا ذلك في مصر نفسها مع محافظين على درجة عالية من الحرفية في إدارة السياسة النقدية مع قلة الكلام، في حين أن السيد طارق عامر يسابق نجوم السينما في الظهور في الإعلام والبرامج وعلى صفحات الصحف .. وهات يا كلام فيما لا يفيد بكل تأكيد، وكل كلمة يقولها تؤدي إلى كوارث منذ وصوله إلى منصبه لدرجة أنني كتبت على حسابي على الفيس بوك في شهر مارس 2016 على ما أذكر رسالة موجهة لطارق عامر تعمدت أن تكون بأسلوب رسائل محافظي البنوك المركزية .. موجزة ومكثفة وفي أقل عدد من الكلمات.. تقول الرسالة "السيد طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري: أمسك عليك لسانك".

إن كل كلمة يقولها محافظ البنك المركزي يُحسب لها ألف حساب، ولكن المشكلة أن كلام طارق عامر بلا حساب، وهو ما يُؤخذ عليه ويؤدي إلى مشكلاتٍ جمة للدولة المصرية بدايةً من الرئيس والحكومة وحتى أصغر مواطن لا يجد قوت يومه بسبب سياسات السيد طارق عامر وتصريحاته.

وليعلم السيد طارق عامر أن الجنيه الذي يسخر من أن الدولار سوف يساوي أربعة منه، كان في يوم من الأيام يساوي خمسة دولارات. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية عندما انخفضت قيمة الجنيه أصبح يساوي أربعة دولارات، وأنه رغم نكسة 1967 كان الجنيه يساوي 2.5 دولار، ومات عبد الناصر والجنيه على هذه القيمة ليتولى الحكم بعده السادات ليترك لنا الجنيه يوم رحيله وهو يساوي 1.25 دولارًا.. يعني حكاية إن الدولار هيوصل لأربعة جنيه كانت نكتة ممجوجة تسخر من عملة كانت تطاول الدولار وتعلوه قيمة بل كانت أعلى من الجنيه الاسترليني، ولكن تدور الأيام والليالي والشهور والسنوات لتصبح العُملة الوطنية نكتة ومثارًا للسخرية على لسان محافظ البنك المركزي "المصري".. سيبت إيه لباسم يوسف وبرامج الإخوان الساخرة على اليوتيوب وقنوات الإخوان في تركيا والصحافة القطرية والتركية؟!!.

وللأسف إن الظهور الأخير وكلام السيد طارق عامر في قناة "دي إم سي" أنعش السوق السوداء للدولار الذي ظل ينخفض وهو صامت، وعندما تحدث اتخذت الأمور وتيرة أخرى لينتعش الدولار الأسود بداية من الخميس الماضي ويحقق قفزات متتالية ليصل إلى 18.50 للبيع مساء السبت الماضي عند كتابة هذا المقال بفارق يزيد عن 2.50 جنيه عن سعره في بنك طارق عامر "المركزي سابقًا"، والله وحده يعلم إلى أين يصل بنا الدولار، أو لنقل أين يصل بنا طارق عامر الذي انتعش الدولار في عهده وترعرع لدرجة أدت إلى إفقار المصريين، والقضاء على الطبقة المتوسطة التي تأن الآن من وطأة الأسعار وتآكل مدخراتهم وصرفها لدعم السياسة النقدية لمحافظ البنك المركزي الذي يتوهم أن المصريين سعداء بتعويم الجنيه، وربما يقيس سعادة زوجته بقرار التعويم على سعادة بحجم الشعب المصري كله.

ارحموا الجنيه .. وحرروه من قبضة آل عامر، وإلا فإن موعد الجنيه عند موته لن يكون في الجنة بل في أصل الجحيم.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز