عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
العادات والتقاليد

العادات والتقاليد

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

جميل أن يحترم الإنسان العادات والتقاليد ، وأن يضعها نُصْب عينيه ، سيما وأن عاداتنا وتقاليدنا ، هي في الواقع تعبير عن ثقافتنا المجتمعية ، ولكن الغريب أن الكثيرين يُهرولون خلف احترام العادات والتقاليد ، حتى لو كانت مُجافية للمنطق السليم ، أو لا تتماشى مع الظروف الشخصية لهم ، فالواقع أن العادات والتقاليد ، هي في الأساس من صُنعنا ، فنحن من وضعناها ، وجُبِلْنَا على احترامها ، فكيف يتنسى لنا أن نحرم أنفسنا من الكثير من الأمور الحياتية المشروعة ؛ من أجل إرضاء عـادات ليست بقرآن ، أو سُنَّة ، أو قانون ، بل هي مُجرد ثقافة وُضِعَتْ لخدمة زمن معين ، وأشخاص يتعايشون في هذا الزمن ، كانت ثقافتهم تتواءم معها .



ولكن ، أظن أن جملة العادات والتقاليد ، هي مجرد حجة يلجأ إليها الكثيرون عندما يبحثون عن مخرج سلبي لمواقفهم ، فمن غير المنطقي أن يُقيد الإنسان نفسه بأمور قد تحرمه من نجاح أو تقدم هو في سبيله إلى إحرازه ، والواقع أن الإنسان لابد أن يكون رقيبًا على نفسه ، ولا ينتظر أي ثقافة مجتمعية تُوقظه على ما يجب عليه وما لا يجب عليه أن يفعله ، وأكبر دليل على ذلك ، أن الإنسان عندما يُغير المجتمع الذي يعيش فيها ، يُغير تلقائيًا عاداته وفقًا للمجتمع الجديد ، إذن فما الداعي للتقيد بأمور هي قابلة بالفعل للتغيير ، ومن باب أولى أن يُغيرها الشخص من أجل تحقيق نجاحاته ، والتطوير من ذاته ، أو الوصول لأحلامه المشروعة .

ولكن ، للأسف ، كل ذلك يحتاج إلى شجاعة ، فبداية أي تغيير أو نجاح ، أو تميز هي الشجاعة والقدرة على الاختلاف ، طالما أن هذا الاختلاف لا يمُس الكرامة أو الشرف أو الأخلاق ، إذن فما الخوف من الإقبال عليه ، وعلينا أن نتذكر أن أي عمل عبقري أفاد البشرية ، كان في أساسه خروجًا عن السياق المألوف للمجتمع ، ومُحاولة الإتيان بما هو جديد ، ولولا ذلك ما كانت الحياة تغيرت وتبدلت من آلاف السنين ، وبالفعل كم تغيرت معها العادات والتقاليد .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز