عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"سميث" و بشاير السياحة في مصر

"سميث" و بشاير السياحة في مصر

بقلم : د.إيمان بيبرس

"لم أكن أتصور أن مصر بهذا الجمال والروعة، فهذه المرة الأولى التي أزورها"، بهذه العبارات التي قالها النجم العالمي ويل سميث أثناء زيارته هو وعائلته للمناطق الأثرية والسياحية في مصر- كسائحين أجانب دون وجود حراسات شخصية خلال يوم الأحد الماضي- تعبيرًا عن انبهاره بعظمة بناة الأهرام وسعادته البالغة بمصر، تعد بمثابة رسالة للعالم أجمع أن مصر مقصد سياحي يحظى بالأمن والاستقرار، ومن ثم ينبغي استغلال هذه الفرصة للترويج والدعاية للسياحة المصرية عالميًا.



وإن كانت زيارة النجم العالمي "ويل سميت" لمصر لم تكن هي الأولى لقادة ونجوم العالم، فقد سبقه كثير من النجوم والمشاهير الذين جذبوا الأضواء إليهم بزيارتهم إلى "أم الدنيا"، فجاءت زيارة المستشارة الألمانية/ أنجيلا ميركل والتي كانت خلال الأسبوع الماضي للتأكيد على محاربة مصر للإرهاب نيابة عن العالم أجمع وأيضًا لتشجيع السياحة وجذب الاستثمارات، وها نحن في انتظار ما ستعكسه هذه الزيارة التاريخية من أصداء إيجابية على المشاركة المصرية في المعرض السياحي الأول العالمي "ITB"، والذي سيقام في العاصمة الألمانية برلين، خلال الشهر الجاري، ليؤكد للعالم أن مصر ملاذًا أمانًا للسياح من مختلف دول العالم.

وقبلها كانت زيارة نجم الكرة الأرجنتيني "ليونيل ميسي" في نهاية الشهر الماضي لإطلاق حملة السياحة العلاجية "تور أند كيور"، للعلاج من فيروس "سى" نحو عالم خالٍ من الفيروس فهو سفير الحملة عالميًا وجاء للترويج عن المناطق السياحية العلاجية في القاهرة، وأيضا زيارة الفنان الفرنسي "أنريكو ماسياس" لمصر، لإقامة حفل غنائي على مسرح مكتبة الإسكندرية تحت عنون" رسالة سلام من أرض مصر" والذي أقيم تزامنا مع احتفالية المكتبة بمرور 15 عامًا على افتتاحها، وغيرها العديد من الزيارات للنجوم والقادة والمشاهير للتمتع بالمعالم الأثرية والسياحية في مصر.

 وأيضا نتذكر ما شاهدنا مؤخرًا من إقامة حفلات زفاف بعض الفنانين في المدن السياحية كنوع من دعم وتنشيط السياحة من خلال إبراز المعالم السياحية خاصة أن مثل هذه المناسبات تلقى تغطية إعلامية كثيفة، وأيضا ما نراه من تجهيزات إقامة حفل زفاف نجلة أحد رجال الأعمال السعوديين-  في أحد الفنادق الشهيرة بأسوان ، والذي سيكون خلال الأيام المقبلة بمثابة دليل وبرهان قوي على أن مصر أم الدنيا تظل بحضارتها العريقة دائمًا فخرًا للمصريين ومحط اهتمام بلاد العالم أجمع. وإن كان ذلك على عكس ما يفعله البعض من رجال الأعمال المصريين بالتفاخر والتباهي بإقامة حفلاتهم في الدول الأجنبية وغير مدركين أنهم بذلك يدعموا سياحة هذه الدول على حساب وطنهم.

وما جعلني أستطرد معكم هذه الأجواء، هو إيماني وإيمانكم بقوة وعظمة مصر ووقوفها على أرض صلبه ضد كل ما يواجهها من أزمات عنيفة سواء الإرهاب الأسود الآثم أو الإعلام المضلل المتجرد من الحقيقة أو تفشي الفساد بصوره المتلونة وإن كان كل سبب من هؤلاء كفيل أن يؤثر بشكل أو بآخر على عدم استقرار الأوضاع الداخلية للبلاد وفقدنها للأمن فضلًا عن تدني الأوضاع الاقتصادية للبلاد، وتلك العوامل التي أثرت بصورة سلبية على تدهور وتراجع معدلات السياحة في مصر خلال السنوات الماضية، ولكن سرعان ما عكفت الدولة من خلال القيادة السياسية الحكيمة على مواجهة تلك الأزمات وسعت نحو تحقيق الأمن والاستقرار، ودون التطرق في هذه التفاصيل لأني أحتاج لعدة مقالات لأوضحها لكم من خلالها ، ولكن كلنا نشعر بهذا الأمان والاستقرار وليس نحن فقط، فزيارات النجوم والمشاهير والقادة الدوليين خير دليل على ذلك.

وبما أننا ندرك أهمية قطاع السياحة في مصر فهي أحد أهم مصادر الدخل القومي بما توفره من عوائد بالعملة الأجنبية وتشارك بشكل كبير بالناتج الإجمالي المحلي، وأيضا تعمل على توظيف شريحة كبيرة من القوى العاملة مما تساهم في مكافحة البطالة، لذا علينا بأن نستفيق من كبوتنا ونبذل المزيد من الجهد للنهوض بالقطاع والرجوع إلى سابق عهده من الرخاء والازدهار وذلك من خلال تكاتف الجهود بين الدولة وشركات السياحة وحتى المواطن لتحسين السياحة بمصر ، خاصة أن هناك ما يقرب من 80 صناعة تقوم على السياحة فإذا انهارت السياحة ستتوقف تلك الصناعات، ومن ثم تتبلور هذه الجهود في عدة  محاور وهي:

المحور الأول: دعم البرنامج الوطني التي تتبناه هيئة السياحة المصرية والذي يعكف على إطلاق مبادرات عبر وسائل الإعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي تزامنًا مع برامج تدريبية للعاملين في القطاع من جميع المجالات والهيئات، بهدف زيادة الوعي السياحي لدى المصريين لتحقيق جودة الخدمات السياحية بدءًا من المطارات وصولاً إلى المطاعم والمحال التجارية .

ويتحدد المحور الثاني: في اغتنام الفرص الجيدة التي تأتي إلينا من خلال زيارات السياح الأجانب المشاهير والتي تحظى بتغطيات إعلامية عالمية، يجب استغلالها جيدًا في تحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج، مما يساعد ذلك على زيادة التدفقات السياحية الوافدة من الدول الأجنبية والأوربية، بالتأكيد على ثقة العالم في الأمن الذي تنعم به مصر في الوقت الحالي من خلال تلك الزيارات.

بينما المحور الثالث : يتحدد في القيام بالحملات الترويجية في السياحة من خلال برامج ترويجية وتنشيطية جيدة ومتطورة، تبرز معالم مصر السياحية بشكل جذاب، وترد في الوقت نفسه على الإعلام المضاد الذي يضرب هذه الصناعة في مقتل، وذلك من خلال الدعاية وابراز مقومات مصر الفريدة، فمناخها المعتدل المتنوع يجعلها مناسبة للعطلات معظم أوقات السنة، كما أنها تحتضن ثروة هائلة من المعالم التاريخية والمناظر الطبيعية الخلابة ووسائل الترفيه العصرية الحديثة بالإضافة إلى الفنادق المُتنوعة.

وختامًا ودائمًا نردد أن مصر ستبقى موطن السياحة الأول، والحلم الذي يراود محبي السفر، فهي أرض الكنانة ومهد الحضارات لديها العديد من المقومات السياحية الفريدة التي تنافس بجمالها كل المقاصد السياحية الأخرى، مهما ساءت الأحوال وتبدلت الظروف.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز