من يعرف منى بكر ؟!

بقلم : ألفت سعد

توقفت أمام وفاة العالمة المصرية الفذة الدكتورة منى بكر استاذة النانوتكنولوچى و علوم الليزر  و مدير مركز جامعة القاهرة للنانو تكنولوچى فى أسى و حيرة و غضب شديد فهذه العالمة التى سمعت عنها رغم تركى التحقيقات والحوارات الصحفية فى المجال العلمى منذ سنوات و تحدث أساتذتها و زملاءها فى أمريكا و أوربا و مصر عن عبقريتها العلمية و كيف استطاعت رغم  سنها الصغير ان تحصل على أربعة براءات اختراع دولية  هامة و عشرات الأبحاث العلمية الهامة التى أشادت بها كافة الأوساط العلمية و صنفت ضمن أهم عشرون عالما فى مجال النانو تكنولوچى  و كانت تسعى فى تطبيق الابحاث العلمية الى انتاج مصرى صميم .

من حظ مصر انها لا تعقم عن إنجاب عباقرة فى شتى المجالات العلمية و الفنية و الأدبية و التاريخية كل فترة من الزمان لكن من قدرها ألا يكتمل الحلم فى تسيد مصر علميا و التاريخ يشهد على علماء مصريين اما تم اغتيالهم علناً مثل الدكتور يحيى المشد و اما حدوث الوفاة بشكل غامض مثل الدكتور على مصطفى مشرفة و الدكتورة سميرة موسى و الدكتور جمال حمدان و آخرهم المهندس رفعت همام المخترع لعدة ابتكارات فى مجال الكهرباء .. فما ان يبدأ بزوغ نجم عالم مصرى أو ابتكارات علمية تضيف لمصر و للبشرية نجد هذا النجم يتلاشى و تضيع معه الآمال فى لحاق مصر بركب التقدم .

حالة الاسى الغضب التى تملأنى  بفجيعة الوفاة المفاجئة للدكتورة منى بكر صاحبة الثمانية و أربعون عاماً الصعيدية المنشأ  أن معظم المصريين لم يعرفوا و لم يدركوا القيمة العظيمة لتلك العالمة المتفردة و هذا يعنى أننا ليس فقط لا نكترث لأهمية العلم و العلماء وإنما ننحدر بسرعة شديدة نحو الجهل و التخلف و الاستخدام المذرى للتكنولوچيا دون الابتكار أو الإضافة فمن غير زملاء الدكتورة منى أو من يهتمون بالشأن العلمى قاموا برثاءها و بحثوا فى أسباب وفاتها .. كنت أتصور أن تنتفض  رئاسة الجمهورية  و رئاسة الوزراء و وزارة التعليم العالى و جميع المراكز البحثية  لنعى الدكتورة منى بكر و ان تبحث عن طلابها النابغين لاستكمال مسيرتها و أبحاثها العلمية فى مجال الليزر و النانوتكنولوچى .. لكن المسئولين مشغولين فقط برغيف العيش و السكر و الأرز و الشعب مشغول بنجوم الكرة و الفن و إلقاء الشتائم و السباب عبر مواقع التواصل الاجتماعى .. أفيقوا يا ناس فكما تحاربون الاٍرهاب حاربوا الجهل و التخلف بإعلاء قيمة العلم و التعليم .. و لترقدى يا د منى فى سلام فقد اديت واجبك نحو بلدك و طلابك و نحو العلم حتى آخر رمق فى حياتك .....