عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
من الذي اغتال منى بكر ؟

من الذي اغتال منى بكر ؟

بقلم : عاطف حلمي

صدمني واحزنني كثيراً جداً خبر وفاة عالمة النانو تكنولوجي د. منى بكر، التي عرفتها في اواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات من القرن العشرين كزميلة نابغة في كلية العلوم بجامعة أسيوط، وهي كانت نموذج حي لطموح أبناء الطبقة الوسطى التي افسحت لها ثورة يوليو المجيدة أبواب التعليم المجاني بالجامعات، فإذا اردت أن استشهد بفضل مجانية التعليم الجامعي ومميزاته لن أجد من أبناء وبنات جيلي أفضل من د. منى بكر.



 

الطريق الصعب

 

العالمة الراحلة، التي أصيبت بمرض غامض اقعدها عن الحركة منذ اشهر، لترحل عن دنيانا منذ أيام وهي على عتبة الخمسين من العمر، لم تسلك الطريق السهل في البحث العلمي، بل اختارت تخصص الكيمياء الفيزيائية، وعندما اتيحت لها فرصة الابتعاث إلى الولايات المتحدة اختارت علم النانو تكنولوجي، لتفتح لنفسها ولغيرها من شباب العلماء المصريين بوابة مشرعة على أحد أبرز وأهم العلوم الحديثة.

 

انجازات

 

لم التق بالدكتورة منى بكر منذ سنوات طويلة، ولكن ظلت اخبارها التي تصلني بين حين وآخر تشرح الصدر بما قدمته من انجازات في مجالها العلمي، وما حققته من سمعة علمية محلياً وعالمياً، حيث نالت أربع براءات اختراع دولية مسجلة باسمها، منهم استحداث عقار يعمل على زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم، وأسست أول شركة في مصر والعالم العربي في مجال النانو تكنولوجي، وكان تخصص الدكتوراة الخاصة بها، في مجال الكيمياء الفيزيائية، تحت إشراف العالم الدكتور مصطفى السيد في الولايات المتحدة.

 

بصمة

 

وعلى المستوى الإنساني، تركت منى بكر بصمة في وجدان كل من عرفها، كانت تعمل دائماً في صمت بلاضجة، وتتمتع بخلق عال وتواضع جم، ولم تنس طيلة حياتها جذورها المصرية الصعيدية، ونجحت في تقديم نموذج حي للمرأة المصرية العالمة الناجحة، ومهما قلت عنها لن أوفيها حقها، وتبقى في القلب غصة حزن، فلا اتخيل هذه الفتاة المملؤة بالحيوية والحياء في ذات الوقت وقد فارقتنا بهذه الطريقة الدراماتيكية المحزنة.

 

موت غامض

 

وترددت بعض الأحاديث عن غموض موتها، وما إذا كان هناك شبهة اغتيال لها أم لا، ولا استطيع أن اجزم بشيء في هذا الشأن، ولكن كما يقولون "لادخان بلا نار"، لذلك اتمنى أن من الجهات المسؤولة التحقيق في الأمر، فمثل هذه الحوادث تصيب علماءنا بالهلع، ولابد من كشف الحقيقة، فهذا حق الراحلة علينا، كما اتمنى من كلية العلوم بجامعة أسيوط إطلاق اسمها على معمل من معامل الكيمياء الفيزيائية تخليداً لذكراها وحتى تعلم الأجيال الجديدة ماذا قدمت هذه العالمة لوطنها وللعلم وللإنسانية.

 

تساؤلات

ولعل ما يجعلنا نطرح الكثير من التساؤلات حول وفاة الدكتورة منى بكر، أنها كانت ضمن قائمة العلماء المرجعيين في مجال النانو تكنولوجي على مستوى العالم، وتم الاستشهاد بأبحاثها أكثر من 1800 مرة، كما أنها عملت على توطين علم النانو تكنولوجي في مصر حيث أسست مدرسة مكونة من 43 طالب دراسات عليا، عملوا على تصنيع المواد النانوية، وتطبيقاتها في الخلايا الشمسية.

رحم الله الراحلة الدكتورة منى بكر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز