القراءة للجميع!

بقلم : محمد نوار

بعد مرور 26 سنة علي بداية مهرجان القراءة للجميع، ومرور 23 سنة علي بداية مكتبة الأسرة، تأتي نتائج الدراسات الميدانية لتؤكد أن: 88 % من الأسر المصرية لا يقوم أفرادها بقراءة أي كتب إلا الكتب المدرسية.

وأن  72% من الأسر المصرية يعتقدون أن سبب عدم القراءة يرجع إلى ترتيب أولويات الحياة، ثم انخفاض الدخول، ثم ارتفاع أسعار الكتب، وأن 48 % من الشباب يضعون القراءة في المرتبة الثالثة ضمن هواياتهم.

وفي تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو، أن كل 80 مواطن عربي يقرأون كتاباً واحداً في السنة، بينما المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتاباً، والمواطن الإسرائيلي يقرأ 40 كتاباً.

وحسب تقرير التنمية الثقافية لمنظمة اليونسكو فإن عدد الكتب التي تنشر سنوياً في العالم العربي لا يتجاوز الـ 5000 عنوان، أما في أمريكا فيصدر سنوياً  300 ألف كتاب، كما أن عدد النسخ المطبوعة للكتاب العربي تكون من  1000إلى 5000، بينما تتجاوز النسخ المطبوعة للكتاب الغربي 50 ألف نسخة.

مع أن القراءة من الهوايات الضرورية للإنسان لكي يتفتح وعيه، وتتطور قدراته الذهنية ويتسع خياله وتزيد معارفه، فهى تنقل للقاريء خبرات الحياة المختلفة، وتقلل من التوتر وتنشط الذاكرة وتقويها.

ومن أسباب أزمة عدم الاقبال على القراءة، ارتفاع مستوى الأمية، قلة توفر الوقت والمال، وعدم تشجيع المدرسة والأسرة على القراءة، ونقص عدد المكتبات الذي أدى لضعف انتشار الكتب، وتفضيل معظم الناس للإنترنت والقنوات الفضائية على القراءة.

وحل تلك الأزمة مسئولية وزارات التعليم والثقافة والشباب التي يجب أن تعمل على دعم حب القراءة كهواية عند التلاميذ والشباب، وتشجيعهم من خلال المسابقات، ونشر الكتب بأسعار مدعمة، للتغلب على الأزمة التي تهدد مستقبل الشعب ثقافياً وحضارياً.

فنحن لا نملك مشروعاً قومياً للقراءة إلا مكتبة الأسرة، ولذلك مصر بحاجة لثورة ثقافية وتنويرية كبداية لأي تغيير إيجابي يمكن أن يحدث، فالشعب الذي لا يقرأ الكتب ويقلل من أهمية الثقافة سيعيش متخبطاً بين الجهل والسطحية.