عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
نصائح صاحبها أولى بها

نصائح صاحبها أولى بها

بقلم : سعاد عزيز

التبرير الذي طرحته السفارة السويسرية في طهران و التي ترعى المصالح الامريکية في إيران منذ 37 عاما، بشأن عدم نقلها لرسالة وجهها الرئيس الايراني الاسبق محمود أحمدي نجاد الى الرئيس الامريکي دونالد ترامب، وذلك"لمخالفتها الاعراف الدبلوماسية"، هو تبرير مقبول وفق القواعد و الضوابط الدولية في توجيه هکذا نوع من الرسائل، لکن هکذا تبرير وفي الکثير من الاحيان يضرب به عرض الحائط في إيران.



رسالة نجاد هذه التي سبقتها أيضا رسالة أخرى مشابهة وجهها الى الرئيس السابق اوباما في آب/أغسطس2016، وأخڕب وجهها الى بوش الابن بالاضافة الى رسائل أخرى وجهها للمستشارة الالمانية أنجيلا ميرکل و بابا الفاتيکان، تميزت بطابعها المذي أثار السخرية على شبکات التواصل الاجتماعي من جانب الايرانيين الذين يتميزون بتوجيههم نقدا لاذعا ليس لنجاد وانما للنظام الذي يمثله أيضا، رسائل نجاد هذه التي يحاول من خلالها أن يلعب دور الحکيم الناصح لم تلقى أي صدى أو إنعکاس من جانب الذين قد تم توجيهها إليهم بل تم إهمالها بإمتياز.

الرسالة الاخيرة المطولة التي وجهها نجار الى ترامب، والتي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي و غمرتها بالانتقادات اللاذعة جدا للنظام السياسي في إيران، ولاسيما ماقد نصح به ترامب بإصلاح النظام الانتخابي و السياسي الامريکي، أو دعوته ترامب الى إحترام النساء و دورهن في المجتمع!

إلقاء نظرة على الولايتين المتتاليتين لرئاسة أحمدي نجاد، لانجد فيهما أي توجه إصلاحي يصب في صالح الشعب الايراني، کما لانجد أيضا فيهما أية مساع أو توجهات إيجابية بإتجاه خدمة السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، بل وإن الذي يلفت النظر کثيرا، هو إن الدور الايراني قد إزداد سوءا عى صعيد المنطقة في عهد نجاد و الذي تزامن مع الاحتلال الامريکي للعراق، کما إن الملاحظة الاهم هو إن الولاية الثانية له قد جوبهت برفض شعبي إيراني کاسح وإن إعلان النتائج بفوزه أثار ليس الشکوك وانما رفضا واسعا قاد الى إنتفاضة عام 2009، واسعة النطاق، والاکثر سخرية من کل هذا إنه وعندما ينصح ترامب بإحترام دور النساء في المجتمع، فإنه قد جرى العمل على سن قانون خلال الفترة الاخيرة من عهده ضد النساء وتم العمل به في عهد سلفه روحاني، بموجب مواد هذا القانون النافذ حاليا، تمنع النساء من تلقي العلوم في العديد من المجالات الدراسية و کذلك من حظر عملهن في العديد من المهن وکل ذلك بسبب کونهن نساء، فمن هنا الاجدر بالنصيحة مثلا، نجاد نفسه أم ترامب؟ کما إن إلقاء نظرة على الاوضاع السياسية في إيران في عهد نجاد نفسه و العهود التي سبقته و التي جاءت بعده، فهل إن ترامب أو قادة دول أخرى بحاجة لنصائح نجاد أم نظامه الذي يعيش في ظله تحديدا!!

 

*کاتبة مختصة في الشأن الايراني.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز