"جروبات" الهم والنكد !!

بقلم : جورج أنسي

لم اكره برنامج تكنولوجي للتواصل الإنسانى والإجتماعى مثلما كرهت (الواتس أب) ، وربما هذا هو السر فى عدم تفاعلى مع اى جروبات يتم إنشاؤها -بصفة عامة- على أى من وسائل التواصل الإجتماعى وبصفة خاصة جروبات الواتس اب.

ولعلنى اشكر الله الذى حرم غالبية الرجال - سواء لظروف وطبيعة المجتمع او لعدم الاهتمام الذكورى- من التواجد والتفاعل عبر جروبات (أولياء الامور) التى انتشرت وتفشت بصورة رهيبة واعطت للأمهات فرصة كبيرة لاستخراج طاقتهن المكبوتة وإمكانياتهن الجبارة فى المناقشات والحوارات واذا لزم الامر صراعات خارج نطاق الغرض الذى أنشئت من اجله هذه الجروبات.

ما أفهمه ان هذة الجروبات كان الغرض الرئيس من إنشائها هو التناقش والتباحث فيما يخص الأبناء -خاصة فى العملية التعليمية للمرحلة الإبتدائية - وما يواجههم من صعوبات،مع إقتراح حلول عملية جماعية لمراجعة إدارة المدرسة فى أى قرار يخص الأبناء.

لكن أن تتحول هذة الجروبات الى وسيلة فعالة للهم والنكد بل والردح بين أولياء الأمور؛ فهذا أمر غاية فى القرف والاشمئزاز، ولعل ماتداوله  أخيرًا موقع التواصل الإجتماعى الشهير (فيس بوك) من تراشق وردح بين والدة طفلة ووالد طفل على اثر تصرف طفولى تلقائي بين الطفلين ..تم تكبيره وتحميله بأكثر مما ينبغى فى مثل هذة المرحلة السنية الصغيرة،بل والتعامل معه بمنطق الكبار المراهقين المنفلتين!

ليست المشكلة من وجهة نظرى فى حق كل ولى امر فى إختيار أسلوب تربية أبناءه وفقًا لافكاره ومبادئه ورؤيته للحياة ، ولكنى هنا أفكر فى إشكالية إستخدام التكنولوجيا الحديثة فى غير موضعها، بل والأعجب فى إفتعال مزيد من الخلافات والمشاحنات تزيد من الجفاء فى المجتمع بدلًا من التقارب والعمل الجماعى لمصلحة جيل جديد نتطلع لأن يتخلص من عيوبنا وعقدنا النفسية التى استوطنتنا بفعل جهود دول إقليمية وضعف فى نفوسنا !!