عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"شارع9" لِمن يتعظ !

"شارع9" لِمن يتعظ !

بقلم : محمد دويدار

قاعد من يومين فى كافيه على احد ارصفة شارع 9 بالمعادى , على يمينى قاعد سيدتين فاضلتين احدهما تشكو لاخرى همها فبتقولها تخيلى يا حبيبتى ان الفيلا الصُغيره اللى كانت باربعه خمسه من سنه دلوقتى وصلت اتناشر وتلاتاشر , طب نعيش ازاى كده ! بين قوسين الارقام بالمليون , بينما على صعيد آخر اللى هوه على شمالى يعنى وبالتحديد ع الرصيف المجاور للكافيه كان واقف اتنين عمال نضافه بيتكلموا واحد فيهم بيقول للتانى تخيل يا صاحبى بقالى اسبوع مطبق ورديتين بشتغل تمنتاشر ساعه فى اليوم وبرضو مش عارف اجيب تمن جزمة للبت بنتى بدل اللى اتقطعت منها ,البت نفسها تروح المدرسه !! , على صعيد بعيد شويتين وعلى الرصيف الموازى للكافيه الناحيه التانيه قررت فجأه سيده عجوز ان تبيت ليلتها فى ارقى احياء القاهره دون ان تدفع مليما احمر واحدا فافترشت رصيف شارع 9 ووضعت يدها تحت رأسها وراحت فى ثبات عميق غير آبهه ولا مكترثه بكل مايدور حولها من صراخ الشباب وضحكات البنات ضجيج الكلاكسات واضواء المقاهى ولهذا الامين الذى يوقظها بقدمه ولكن هيهات فهى الان تحظى بنوم ملوكى عجيب وهبه لها القادر المقتدر سكينة وأمنا رغم انف المجتمع, تأملت هذا الموقف بتدبر ولم يمر مرور الكرام فقد تيقنت ان الله ارادنى ان ارى واتفكر وأعى كل تلك الايات فى دقائق معدودات حتى اذا انتهيت من اخر رشفات فنجانى وجدتنى اقول الحمدلله الذى لا يحمد على مكروه سواه فليس هناك اجمل من ان تضع رأسك اخر الليل لتنام مرتاح الضمير صافى النيه شاكرا ربك على ما قد مضى داعيا اياه ان يرزقك اذا كان هناك غدا 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز