عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الإرهاب الإسلامي

الإرهاب الإسلامي

بقلم : محمد مصطفي أبوشامة

تتسرب الكلمات الملتَبسة.. وتُمرَّر المصطلحات الخاطئة.. وتتكرر المعاني المزيَّفَة، في إطار منظومة متكاملة تهدف إلى تشكيل العقل الإنساني وفق التصوُّر الذي وضعه الجالس في مكان مجهول خلف جهاز الكمبيوتر (الكبير) الذي يدير من خلاله العالم.



ومن أحدث الإبداعات الإجرامية تدشين فيروس مصطلح «الإرهاب الإسلامي»، في تزاوج لا تُخطِئُه عين، وإدماج مقصود ومُغرِض، انطلق مع حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ودارت من بعده آلات «التغريض» الإعلامي الغربية وفي ذيلها «العربية»، الكل يردد المصطلح الأعوج ليستقر في الوجدان العالمي، فاستخدمه رؤساء وإعلاميون وفنانون ومشاهير ببراءة، وهم ينددون بالإرهاب وجرائمه، ويناشدون حكومات وجيوشًا ودولًا ليتحالفوا للحرب عليه والقضاء التام على كل الإرهابيين الإسلاميين.

لتكتمل المفارقات الدرامية في مسرحية «غسل العقول»، بأن يخرج الجنرال ديفيد بتريوس، المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، مطالبًا بالحذر في استخدام عبارة «الإرهاب الإسلامي» التي يروِّج لها دونالد ترامب بقوة. ويقول بتريوس، في تصريحات لـ«CNN» الأميركية: «أعتقد أنه يجب الحذر عند استخدام عبارات مثل هذه. فهي مُحَمَّلَة بالمعاني لمجموعات مختلفة»، وأضاف: «لم أتهرب قطّ من وصف التطرف الإسلامي بأنه المظَلَّة الشاملة التي يوجد تحتها تنظيمات، مثل (داعش) و(القاعدة) وغيرهما». وتابع: «يجب الحذر بشدة حتى لا تصبغ دينًا رئيسيًّا بأكمله بالتطرف».

وضح الهدف وتجَلَّى.. فيمن حَذَّرَ بالعلة، ونجح المصطلح الملعون (للأسف) في أن يصبغ ديننا الحنيف بتهمة التطرف، وبات علينا جميعًا أن نقاتل لنثبت عكس ذلك، وللأسف ثانية، فإن حادثة إرهابية مكتملة الإخراج الديني (على الطريقة الداعشية أو الجهادية أو الإخوانية) في أي مكان بالعالم، كفيلة بأن تهدم جهود آلاف من المعتدلين في تحسين صورة المسلمين لدى المجتمع الدولي.

وربما أدرك الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر خطورة هذه المؤامرة، لهذا حمَلَت كلمته في مؤتمر «الحرية والمواطنة» الذي عُقِدَ في نهاية فبراير الماضي، إشارات ودلالات واضحة، حيث قال فضيلته: «المتأمل المنصف في ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تخطئ عيناه هذه التفرقة اللامنطقية، أو هذا الكيلَ بمكيالين بين المحاكمة العالمية للإسلام من جانب، وللمسيحية واليهودية من جانب آخر، رغم اشتراك الكل في عريضة اتهام واحدة، وقضية واحدة هي قضية العنف والإرهاب الديني، فبينما مرَّ التطرُّف المسيحي واليهودي بردًا وسلامًا على الغرب دون أن تُدنَّس صورة هذين الدينين الإلهيين؛ إذا بشقيقهما الثالث يُحبَسُ وحده في قفص الاتهام، وتجري إدانتُه وتشويه صورتهِ حتى هذه اللحظة».

ويضيف الإمام الأكبر قائلاً: «نعم! لقد مرت بسلام أبشع صور العنف المسيحي واليهودي في فصلٍ تامٍ بين الدِّين والإرهاب، ومنها على سبيل المثال: اعتداءات مايكل براي بالمتفجرات على مصحات الإجهاض، وتفجير في تيموثي ماكْفي للمبنى الحكومي بأوكلاهوما، وديفيد كوريش، دَعْ عنك الصراعَ الدينيَّ في آيرلندا الشمالية، وتورُّط بعض المؤسسات الدينية في إبادة واغتصاب ما يزيد على مائتي وخمسين ألفًا من مسلمي ومسلمات البوسنة».

وخير ختام: وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ - سورة القصص (51).

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز