ان فاتك الميرى اتمرغ في تراب المالتي ناشيونال

بقلم : طارق العكاري

كل ما تقابل شاب في العشرينات يقعد يشتكيلك من حال البلد والدولار تقولش فاروق العقدة في زمانه وهو ولا قرا ولا حتى فكر يقرا، عاوز أسأله بس انت اشتغلت كام شغلانة لغايه دلوقتي؟ كام مرة قدمت استقالتك علشان شايف مديرك غلس حبتين وظالمك وعاوزك تيجي في ميعادك وتبتكر في شغلك وتبقى متجدد؟ كام مرة قلت هشتغل على أد فلوسهم لغاية ما تجيلي الشركة المالتي ناشيونال اللي كلها مُزز ومكاتبها على النيل وشغلها كله كمبيوتر؟ انت عملت حاجة لنفسك عشان تعرف تروح شركة زي دي؟ أهلت نفسك بالقراية والتعليم؟ اشتغلت على مهاراتك الشخصيه؟ جربت تشوف تجارب الناجحين إزاي الناس دى نبغت في شركاتها وقدرت تخلق لنفسها مكانه ومكان فى سوق العمل؟ فكرت تشوف الشركات دي بتعمل إيه في الموظفين بتوعها لما مايبقاش لهم عازة؟ طيب فكرت قبل ما تنشر اللى بتنشره على الفيس بوك وتويتر ده جاي منين ومصدره ايه؟ ولا انت اى حد يقولك إيكونيمست كتبت عن مصر مقال صادم حضرتك تقرا العنوان عربي على موقع أم سناء وغالبا سناء نفسها هي اللى مترجماه وغلط كمان، فكرت بقى حضرتك تتعب نفسك شوية وتقراه من على الموقع الاصلى عربى حتى ولو بالانجليزي ومعرفتش ففكرت انك لازم تروح تتعلم إنجليزي وتتعب شويه بعد شغلك وتروح كورس يومين تلاته في الاسبوع؟

نموذج فيلم "أصحاب ولا بيزنس" اللى مسيطر عليك ده اللى هو الشلة والشرب والعربيات والمزز والميتينجز مش موجود على فكره. لما كلكو عاوزين مالتي ناشيونال امال مين اللى عاوز يشتغل في شركة محلية ويعمل فيها تغيير؟ هو انت فاكر انك يا عم الموهوب لما تُروح المالتي ناشيونال هيسبوك تعمل حاجة؟ لا يا معلم، أخرك هتنفذ الاستراتيجية اللي جاية من بره ومفصلنها على مصر وعمرك ما هتلاقي المساحة انك أصلاً تقترح أو تبدع.

شركات عالمية بهدلت موظفينها لما كانت بتغير استراتيجيتها من نمو إلى استقرار أو تقليص الحجم. اقرا يا سيدى الأول قبل ما تحلم أحسن حلمك يقلب معاك بغم وتقضى عمرك لطم. ذاكر واجتهد واتعلم في أي موقع انت فيه علشان لما تكبر متبقاش تافه وسطحي وبتنشر وتشير أي حاجة كده وخلاص. خلي عندك عمق في تفكيرك واقرا من المصادرالاصليه وكفاية نواح. روح بص على زمايلك اللي مفرومين في شركاتهم وانت بتتريق عليهم علشان مبهدلين نفسهم على ملاليم من وجهه نظرك. هما كمان كام سنة هيبقوا حاجة وهتبقى الشنطة اللى على ظهرهم مليانة خبرات تتناسب مع أعمارهم. بلاش دور الموظف الضحية اللى كل شوية فاكر ان الشركة مش بتحبه علشان هو صح وفاكر نفسه عارف المصلحه. الصح غير مطلق يا استاذنا والمصلحه ليها عموم مش خصوص. اتعلم تتناقش وتكسب قبل ما تخش ناشف كده وتهاجم في المناقشة بسياسه فيها لاخفيها والمفروض والصح ولازم ولابد، شيل المصطلحات دى من قاموسك عشان انت مش شايف الصوره كامله.

مرة كنت بتكلم مع واحد صحبي بيشتغل مدير كبير في شركة عالمية بره مصر وقالي إن رئيس الشركة دي طلع فى الميديا وقال انه هيبيع جزء كبير منها بنهايه السنه. تاني يوم، صديقي لقى ثورة واضراب من الموظفين كلهم عشان خايفين يمشوهم، فاجتمع بيهم وقالهم: "مفيش ادامنا الا اننا نشتغل ونحسن الارباح علشان لو الارقام كويسة مش هنتباع ولو اتبعنا اللي هيشترينا هيخلينا".  

مفيش أدامك غير انك تشتغل بما يرضي الله وتطلع كل اللي عندك وتقرا وتتعلم وتساعد زمايلك لأن الشركة لو بقت كويسة انت هتكبر معاها وهتلاقي شركات تانية عاوزاك، انما الفهلوه وضرب السيفيهات مش حيأكلك حتى عيش حاف. أوعى تفتكر انك علشان تبقى مميز مالياً واجتماعياً هتبقى بضربة حظ أو هبشة من هنا ولا هنا، لا خالص انت لازم تعمل حاجة مميزة علشان تبقى مميز عن غيرك لازم تجتهد وتقرا مش تلطم وتندب. اوعى تفتكر ان الشركه هى اللى بترزق لا برضه ده ربنا هو الرزاق الكريم وهو المُطلع على مجهودك وهيرزقك عليه ومن غير ما تتوقع منين كمان. العيال الصغيرين لما بيتمرنوا سباحة في عز البرد، زمايلهم بيبقوا تحت البطانية بس بعد كام سنة اللي كان تحت البطانية بيتفرج على زميله في التليفزيون أو من المدرج ويقول: "ياريتني كنت زيه النهارده". حاول ما يجيش عليك يوم وتقول ياريتني كنت عملت زي فلان ولا علان عشان ابقى زيه النهارده اللى بيفوت مبيرجعش.

خلي بالك يا ابو الرجاله ان في ستات بتشتغل أحسن منك وبتنزل من بيتها 6 الصبح تركب مواصلات وتوصل ولادها عند حماتها أو المدرسة وتروح شغلها في ميعادها وشغلها زى الفل وترجع الساعة 5 علشان تاخد ولادها وتحضر الأكل وتوضب بيتها وتذاكر للعيال كمان وحضرتك طبعا قاعد على القهوة بتلعب عشرة طاولة وبتشد حجرين معسل. الست دي ولومؤاخذة أرجل منك والرجولة صفات ليس لها علاقه بالذكورة. مش هقولك بص على الست اللى كانت بتجر العربية ولا هقولك بص على الشباب اللى بيستضيفوهم في برامج التوك شو المبدعين ولا هقولك بص على زميلك اللي عمل ورشة صغيرة ولا حقولك شوف كام شاب بيخلص شغله وينزل يتبرع بوقته للاعمال الخيريه ولا يعلم محو أميه، لا، بص لنعمة ربنا عليك انك بصحتك ومش محتاج ضمان اجتماعي ولا مساعدة من حد. فى شباب وشابات زى الورد ربنا يحميهم ويرزقهم بس انت مش شايف عشان خدك ورم من كتر اللطم.

مفيش شك اننا عندنا مؤشرات كويسة للاقتصاد فى مصر بشهاده كتير من الناس بره وجوه واللي بيقول غير كده يبقى سقف توقعاته محتاج يتظبط وينزل معانا شويه الملاحه يشوف احنا كنا فين وبقينا فين أو هو حابب يفضل عايش في دور الضحية اللي مجالهاش فرصة لسه وانه كويس ومبدع وميه ميه بس يا حرام مفيش فرصة وهو مظلوم فى البلد دى. خليك مكانك يا عم احنا هنسيبك ونمشي ونتقابل كمان عشر سنين ونشوف انت بقيت فين وزيك بقا فين.