"الفطير المشلتت" والمؤسسات المصرية !!!

بقلم : د. حماد عبدالله

إنتشرت البيتزا الإيطالية , فى كل بلاد الكرة الأرضية , وأصبح لها مكان فى عقول الناس , وأصبح لها مؤسسات , وتشكل لها فى بعض الدول "الرايقة" , أصدقاء البيتزا , وتجمع حولها شباب وأطفال , ومدارس , وجامعات .

 

المهم أصبحت البيتزا الإيطالية , لغة عالمية , وتنوعت صناعتها , مرة بالجبنة ومرة باللحوم , ومرة بالسمك ،ومرة بالخضروات ،وتعددت أشكالها ،وألوانها ،ولكنها فى النهاية تحمل كلمة بيتزا بكل لغات العالم.

 

ويقابل البيتزا الإيطالية فى مصر المحروسة ،الفطير فمنه أبو سكر ومنه باللحوم ومنه بالمكسرات ،وفى الريف المصرى كان أصل البيتزا وهو "الفطير المشلتت" ،بالسمن البلدى ،ويعود ذلك "لقدامى المصريين".

حيث تجلس" المرأة المصرية" ،على "الشلتة" وتطبق "رقاق " طحين القمح بالزبدة،لكى تخرج الفطيرة المشلتتة ،لكى تؤكل مع العسل الأسود والطحينة ،كأشهى المأكولات قديماً وحديثاً وأيضاً مستقبلاً .

 

ولكن لم تخضع تلك الفطائر المصرية إلى مؤسسات إقتصادية راعية ،لكى تنقلها من المحلية إلى الأقليمية أو العالمية ،فكانت محل نهب وسرقة حقوق معرفتها،من الأخوة العرب ،ثم أبناء العم "اليهود" ،وأصبحت إسرائيل هى أهم دولة ،تصدر الفطير المشلتت ،وكذلك "الفول المدمس" ،المصرى الجنسية والإسم والهوية ،بل كلمة "مدمس" هى كلمة "فرعونية " ،تعود إلى "تدميس الفول " فى "القدرة" ،الأنية الفخار سابقاً ،ثم النحاس ،ثم الألومنيوم الأن!!

 

ولعل هذا الحديث يستدعى مقولة وبحث شهير جداً تميز بإحضاره أثناء المناقشات عن أشياء مثيلة ،الأستاذ الدكتور/ صبري الشبراوي ، الأستاذ بالجامعة الأمريكية ، حينما كان يردد بأن " ماكدونالدز" بدا حياته العملية في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية بائعا لسندوتش اللحم المعروف " سنه 1936 "، وفي نفس الوقت تقريبا ظهر اسم " أبو شقرة " الكبابجي بشارع القصر العيني ، واليوم(ويعود حديث د. الشبراوي سنة 1990 ) ماكدونالدز له فروع في كل دول العالم وميزانياته السنوية فوق ال 120 مليار دولار ، حينما أبو شقرة الكبابجي ظل متمسكاً بالا يفتح محال أخرى ، بل تردد عن قضايا بينه وبين أولاده أو أقرباؤه ممن يحملون اسمه ، حينما فتحوا محلات وأسموها أبو شقرة  ، وفعلا ما زال مذاق كباب أبو شقرة القصر العيني يختلف تماما عن مذاق أبو شقرة في أي مكان أخر!!

 

هكذا تسلب حقوق المعرفة في أهم ما نملك ، وأبسط ما يمكن الحرص عليه ، وهو الذوق المصري في الطعام المصري البسيط .

فطيرة  بالسكر ، وفطيرة مشلتته ، وسندوتش طعمية وفول ، وطبق كباب من أبو شقرة ، وإذا دخلنا إلى مطبخ البيت المصري ، تجد مالا يمكن أن تراه أو " تشمه " في أي مطبخ أخر ، مثل الملوخية بالأرانب ، والبامية باللحم الضاني ، والبصارة من الفول" المدشوش " ، والعدس الاسناوي، والكشري بالتقليه .

 

ثم إذا نزلت إلى مناطق القاهرة الشعبية أو اتجهت إلى الريف المصري مدعوا من أحد البيوت

أو العائلات مهما كانت درجة ثقافتهم أو درجة " غنائهم " الغني ، حيث لا فرق بين فقير وغنى ، ستجد علي المائدة حين دعوتك أصناف من الطعام من صلب المطبخ المصري الفرعوني مثل ( الصيادية ) ، " والعدس الأباظي " والحمام المحشو بالفريك ، والشكشوكة " العجة " وأيضاً ستجد أن الطبق الرئيسى لدى هذه العائلات "الأرز" ،وهذا له أنواع مصرية قديمة أيضاً !!