عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عايزين يحرجوك يا ريس

عايزين يحرجوك يا ريس

بقلم : حسام فاروق

قبل أيام من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الهامة والمرتقبة إلى الولايات المتحدة الامريكية بدأت حملة تحريض داخل أمريكا ضد هذه الزيارة بل وضد شخص الرئيس السيسي نفسه بهدف إحراجه أمام الرأي العام الأمريكي و العالمي , تحريض مخطط له و  مدفوع الثمن استخدمت فيه وسائل إعلام شهيرة منها وكالات أنباء وصحف كبرى قبلت أن تلعب هذا الدور لصالح من يدفع و لا يخفى علاقة هذه الوسائل بالتنظيم الدولي للإخوان و بعض الحكومات و أجهزة الاستخبارات , وتستخدم هذه الوسائل أسلحة عديدة، بعضها قديمة، مثل اتهام الرئيس السيسي بإضعاف المعارضة، وكتم أصوات المعارضين، وبعضها جديدة مثل الترويج لأن النظام المصري في سبيله للتصالح مع جماعة الإخوان، للتشكيك في جدية الرئيس السيسي لمواجهة التطرف والإرهاب، وهي الجدية التي أعجبت الرئيس الأمريكي في الرئيس المصري , من هذه الوسائل على سبيل المثال وكالة أنباء أسوشيتدبرس و صحيفتي واشنطن بوست و نيويورك تايمز , حيث كشفت الأخيرة  مثلا عن وجهها القبيح صراحة بافتتاحية فجة قبل أيام عنونتها ب" لا ينبغي أن تتواطأ واشنطن مع القاهرة" و طالبت الصحيفة الرئيس ترامب، بأن لا يمضي قدمًا في التعاون مع الرئيس المصري ولا يتورط في دعمه ومساندته، وانتقدت الصحيفة رؤية ترامب لمصر باعتبارها الشريك المثالي في محاربة الإرهاب بالمنطقة، وادعت الصحيفة أن سياسات مصر في هذا الملف شديدة القسوة وغير مثمرة و انبرت في تحريضها معتبرة تأييد واشنطن للقاهرة تحولا خطيرا في السياسة الخارجية الأمريكية و قالت إن الحكومة المصرية تضطهد الجماعات العنيفة وغير العنيفة دون اتباع الإجراءات القانونية الصحيحة في ذلك، وهي هنا كمن يدافع عن الإرهابيين, أو ربما تقيس الأمور بمنطق رئيس الإخوان الإرهابي المعزول محمد مرسي " حافظوا على سلامة الخاطفين و المخطوفين ", و بمناسبة مرسي فالصحيفة لا تذكره إلا و تسبق اسمه بعبارة الرئيس الشرعي المنتخب كما تكرر أن ما حدث في 3 يوليو 2013 كان إنقلابا عسكريا و في هذا اعتراف صريح بانحيازها للجماعة الإرهابية , الصحيفة أيضا قالت إن النظام المصري يضيق على النشطاء والمعارضين و لم تعط مفهوما صريحا للناشط أو المعارض من وجهة نظرها و ايضا لم تفصح عن علاقتها ببعضهم و لماذا تنشغل بأمرهم وهل من يحرض ضد الدولة المصرية ويأتي بأعمال توصف على أنها عمالة أو خيانة من المفترض أن يحمل صفة ناشط أو معارض ؟!



في نفس التوقيت تقريبا نشرت وكالة أسوشيتيدبرس الأمريكية تقريرا حول العفو الرئاسي الذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا وتضمن 203 مسجونا أدينوا بالمشاركة في احتجاجات غير مشروعة , قال التقرير إن قرار العفو لم يشمل أيا من الرموز و لم تعطنا الوكالة أيضا مفهوما واضحا للرموز من وجهة نظرها و قالت أيضا أن الرئيس السيسي أشرف على حملة قمعية كبيرة استهدفت بشكل رئيسي الإسلاميين بجانب النشطاء المناصرين للديمقراطية و رددت الوكالة الورقة الدوارة التي تمر منذ ثلاث سنوات على بعض وسائل الإعلام الأمريكية و البريطانية كأنها تكليف و فيها مثلا أن الرئيس السيسي حبس المنتقدين، و تسببت حكومته في تآكل الحريات التي تم اكتسابها في ثورة يناير و أن معتقلات السيسي بها قرابة الأربعين ألف معتقل و أن هناك مئات المختفين قسريا , اتهامات مرسلة سبق دحضها من جانب الدولة المصرية بالأدلة و البراهين.

نفس الخبر عن العفو الرئاسي شغل قبل أيام سبعة أسطر فقط في صحيفة واشنطن بوست ,في الوقت الذي تفرد فيه الصفحات للمقالات عن الإخوان ومنظمات حقوق الإنسان الوهمية التي تهاجم مصر و يكتبها يهود أمريكان يدينون بالولاء لإسرائيل فلك أن تتخيل مثلا أن واشنطن بوست نشرت مؤخرا مقالاً للإسرائيلية الأمريكية هانا ماساد عنوانه " ماذا حدث للثورة في مصر؟"و كأن من بين كل الكتـّاب في الصحيفة لم تجد الإدارة اليهودية لواشنطن بوست غير تلك الكاتبة لتحكي لنا عن الثورة في مصر !! ولبئس ما حكت .

 بدا واضحا أن من خططوا من قبل لما أسموه الفوضى الخلاقة و مدوا يد العون للإخوان في مصر سواء قبل ٢٥ يناير ٢٠١١ أو بعدها بدأوا ينخرطون في حملة ممنهجة لتحريض ترامب على السيسي، وابتزاز الرئيس الأمريكي وتخويفه من الإقدام على أي خطوات جادة لتحسين العلاقات مع مصر , وهذا أمر متوقع وليس مفاجئًا فكما يتعرض ترامب منذ قدومه لضغوط مكثفة لإجهاض خططه لتحسين العلاقات الأمريكية مع روسيا، والتعاون مع الرئيس بوتين، كان متوقعًا أيضًا أن يمارس الذين راهنوا على تسليم بلادنا للإخوان ضغوطًا على ترامب لتخريب العلاقات المصرية الأمريكية، وابتزازه حتى لا يقوم بخطوات ملموسة وضرورية لتحسين هذه العلاقة التي تضررت كثيرًا بعد التخلص من حكم الإخوان.

منذ اندلاع ثورة 30 يونيو التى أنهت السنة السوداء التي حكم فيها الإخوان مصر، و صحيفة نيويورك تايمز تتفنن فى كيفية تجميل وجه الإخوان وتشويه الدولة المصرية، فكانت و لازالت تنشر مقالات لأقطاب الجماعة وقياداتها و المتعاطفين معها وآخرهم المقال المسرب من سجن طره لجهاد الحداد، ليعبر من خلاله عن وجهة نظر الجماعة، بينما ترفض نشر مقالات تعبر عن إرادة المصريين، فضلا عن نشرها لتقارير مغلوطة عن الأوضاع في مصر تستهدف إشاعة الإحباط و تشويه الحقائق وتتضمن مغالطات في الأرقام و الوقائع ، الأمر الذى يطرح تساؤلات: لماذا تتخذ الصحيفة سياسة تحريرية مناهضة للدولة المصرية، وهل تتقاضى أموالا مقابل نشر مقالات الإخوان ووجهات نظر قياداتها؟ , خبراء فى شأن التيارات الإسلامية، كشفوا أن التنظيم الدولى للإخوان تعاقد مع إحدى الشركات العالمية مقرها في أمستردام و يديرها ضابط سابق في جيش الدفاع الإسرائيلي بهدف التواصل مع وسائل الإعلام العالمية لنقل وجهة نظر الجماعة و مهاجمة النظام المصري كما رصد التنظيم ميزانية ضخمة قدرت بحوالى 50 مليون دولار، لوسائل الإعلام العالمية على رأسها نيويورك تايمز من أجل مهاجمة مناهضي الجماعة، وتحسين صورة التنظيم حتى لا يتم إدراج الإخوان فى قوائم الإرهاب ,و تردد أن إبراهيم منير أمين التنظيم الدولى للإخوان كان قد عقد لقاء سريا فى لندن فى بداية فبراير ٢٠١١ لوضع خطة إعلامية لمساندة صعود الإخوان فى مصر عرفت ب " bees killer " أو "النحل القاتل" و أنفق التنظيم  عليها وقتذاك ٥٠ مليون دولار, وها هو يعيد تجديد الخطة ولكن هذه المرة بميزانية مفتوحة تساهم فيها للأسف رؤوس أموال عربية لدعم موقف الجماعة فى مواجهة قرارات ترامب الذي يصر على تصنيفها إرهابية.

يدرك التنظيم الدولى للإخوان أهمية صناعة الإعلام وكيفية توظيفه سياسيا فى الحروب الدعائية التي تسبق الأحداث الكبرى ويعتمد في ذلك على جيوش الكترونية وصحف و مواقع إخبارية و قنوات فضائية بعضها تابع مباشرة للتنظيم و الآخر مخترق و من النوع الأخير صحف ذائعة الصيت تتلقى تبرعات كثيرة من التنظيم تحت مسمى تبرعات من شخصيات مجهولة، فمؤخرا ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية،مثلا إن متبرعا لم يكشف عن هويته أعطى نيويورك تايمز تبرعا بقيمة مليون دولار ، حيث لا تعلن مثل تلك الصحف عن مصدر تلك التبرعات و الجماعة ترسل تبرعاتها إما من خلال ائتلافات مجهولة أنشأتها بعد عزل مرسى أو من خلال شخصيات قريبة للجماعة فى واشنطن وذلك لاستمرار معارضة تلك الصحف لترامب، أو على الأقل الاستمرار في مهاجمة مصر .  

السؤال الذي يطرح نفسه : ماذا فعلت الدولة المصرية لمواجهة مثل هذه الحملات الإعلامية الشرسة ؟و ما هي الآليات و الأدوات العلمية و المهنية التي ستنتهجها الدولة بإعلامها في خطتها لمواجهة مثل هذا الخطر ؟ وحتى أكون أكثر دقة ماذا تفعل الجهات الإعلامية الرسمية للرد على هذه المخططات ؟  بدءا من المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية مرورا بالهيئة العامة للاستعلامات وصولا للصحف القومية و التليفزيون الرسمي ؟ و حتى نكون منصفين لابد أن نعترف أن هناك جهد يبذل من قبل بعض هذه الجهات و أخص هنا التليفزيون الرسمي الذي يبذل قدر استطاعته و تمويله , بينما بعض الجهات الأخرى لا نعرف ماذا أنجزت في هذا الملف أو غيره من الملفات المشابهة في دولة من المفترض أنها تحارب و لا يخفى ما للإعلام من دور فعال في حالة الحرب , فمثلا ماذا فعلت الهيئة العامة للاستعلامات و مكاتبها في سبيل نقل الصورة الحقيقية عن مصر في الخارج و ماذا أعد مكتب إعلام الرئاسة للرد على المقالات المضللة و الحملة الإعلامة الخبيثة  التي بدأت بالفعل من صحف أمريكية تستهدف إحراج الرئيس أثناء الزيارة ؟ هل هناك خطة حقيقية للرد الاحترافي ؟, نحن في أمس الحاجة لإعلام حقيقي يخاطب الخارج بلغته و يكشف زيف المدعين و يصحح ما روجوه عنا من أكاذيب . 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز