عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عن الأزهر وشركة «كوداك»

عن الأزهر وشركة «كوداك»

بقلم : محمد مصطفى أبو شامة

منذ أن شُيِّد الأزهر، وتنامى دوره في خدمة الإسلام على مرِّ العصور، وارتَقَتْ مكانته في قلوب المسلمين عبر كل مراحل التاريخ، أصبح على دوره الكبير (جامعًا وجامعة)، ومكانته الأكبر (مسجدًا وإمامًا)، في عصرنا الحديث، يصدمنا كل فترة محاولة أو محاولات لهدم هذا المنبر الوسطيّ المعتَبَر، وتشويه شيوخه ومشايخه، ونعتهم بالتخلف والجهل والرجعية.



وإن كان قصد الهدم هنا فكريًّا و معنويًّا.. فإنني لا أستعبد أن يخرج علينا مختلّ أو مجنون ذات يوم قريب، ويحدثنا عن ضرورة الهدم الكامل كي نتخلص من الإرهاب (مثلًا).. أو غير ذلك من حجج يسوقها له أسياد يُحرِّكونه من خلف أسوار بعيدة.

وبمنأًى عن قصص محاولات الهدم التي لن تنتهي أو تتوقف، والتي أتمنى أن يقدمها لنا أهل العلم في عمل أكاديميٍّ منضبِط يرجع إليه المهتمون والباحثون، في ظني أن هناك ضرورة لأن نتوقف ونرصد طوفان التغيير الذي يجتاح العالم حولنا بفعل «الذكاء الاصطناعي» الذي بلغ من سطوته وتطوره، أنه تسرَّبَ إلى أجسادنا وأرواحنا.

ويلخِّص الحديث عن هذا الطوفان، مقال «العالم يتغير» للدكتور روبرت غولدمان، المنشور في (worldhealth.net) في يونيو 2016، الذي تم تداوله بشكل كبير، واقتبسَتْه عشرات الكتاب دون الرجوع إلى مصدره الأصلي أو ذكره، وأنقل لكم هذا الجزء منه: في عام 1988 كانت شركة «كوداك» توظِّف  170 ألف موظف، وتبيع 85 في المائة من ورق الصور في العالم، وبعد سنوات قليلة أفلَسَتْ الشركة واختفى «البيزنس موديل» الخاص بها، ما حدث لـ«كوداك» سيحدث لقطاعات أخرى خلال السنوات المقبلة،  فالبرمجيات ستدمِّر كثيرًا من الصناعات التقليدية في مدة زمنية تتراوح بين خمس وعشر سنوات. فالكمبيوترات أصبحت تفهم أكثر، ففي أميركا تتقلص فرص المحامين الشباب في الحصول على عمل، خاصة بعد اختراع شركة IBM للحاسب Watson الذي يستطيع تقديم استشارات قانونية في ثوانٍ، وبدقة 90 في المائة، بينما الإنسان المحترف لا تتعدى دقته 70 في المائة. وكمبيوتر Watson يساعد حاليًا على تشخيص مرض السرطان وبدقة أعلى بأربع مرات منها عند الطبيب البشري. وفي عام 2018 سيتم إنتاج أول سيارة دون سائق، وفي 2020 ستغزو هذه التكنولوجيا الأسواق، وستدمر سوق السيارات التقليدية، وعندها لن تحتاج لامتلاك سيارة، وخلال العشرين سنة المقبلة، ستختفي 70 إلى 80 في المائة من فرص العمل الموجودة اليوم.. من المتوقع أن يتغلَّب ذكاء الآلة على ذكاء البشر في عام 2030 وسيتغير العالم بشكل كبير جدًّا، ومن غير الواضح أجاهزون نحن لهذا أم لا؟!

حقائق مرعبة تستدعي من كل مؤسسات الدول المصرية، ومنها الأزهر، مواجهة ذلك بمنتهى الموضوعية والصدق، وأن تفتح آفاقًا لمختصين في علوم المستقبل ليرسموا لنا شكل كلِّ مؤسسة من هذه المؤسسات في 2030، لأنها جميعًا ستُجبَر على التغيير والتطور، في ظل ما اصطلح العالم على تسميته بـ«الثورة الصناعية الرابعة» التي تجتاح الكون من حولنا، وحتمًا ستصل إلينا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز