د. نرمين الحوطي
إلى أين تتجه الأوبرا الكويتية؟
بقلم : د. نرمين الحوطي
مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ذلك الصرح الذي طال انتظار الكثير من عشاق والمهتمين بالثقافة والفنون والآداب في الكويت بفتح أبوابه لتنبعث منه شمس الحضارات ولكن غابت شمس الثقافة وتحول المركز إلى " سوق سوداء" من بعض المتحذلقين على الثقافة الكويتية !
ذلك المركز الذي حمل اسم أمير القلوب " الشيخ جابر الأحمد " رحمه الله عندما بدأت مرحلة البناء والتأسيس له كانت اساس الفكرة لذلك الصرح بأن يكون في المستقبل إحدى المنارات الثقافية العربية بل للعالم بأكمله ذلك هو الاساس وبالفعل من قام بالتأسيس والتنفيذ لذلك الصرح وفق من حيث التصميم والتجهيز للمكان ليستوعب فكرة المركز ، ولكن فجأة وجدنا بعد افتتاح ذلك الصرح والتي كانت افتتاحية موفقة ومبشرة بأن نور الثقافة سوف ينبعث من مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي إلا أتى البعض وغير المفاهيم والأسس العالمية للثقافة والفنون والآداب من خلال سياسة وضعوها لإدارة المركز وهي " ادفع أكثر لكي تصبح مثقفاً " كما لو أن الثقافة والفنون والآداب أصبحت سلعة تعرض للمضاربة والمزايدة ومن يرسى عليه المزاد هو من يحق للاطلاع على الثقافة و الفنون والآداب !
تلك كانت البداية في مضاربة أسعار التذاكر وبيعها في سوق السوداء ومن ثم تحولت تراجيديتنا إلى كوميديا الموقف من بعض مسؤولين ذلك الصرح من خلال نظام الإلكتروني المتبع في الحجز لأنشطة المركز فتارة نجد بأن النشاط من المفترض يبدأ في الساعة الثامنة مساءً ولكن عندما نقوم بتصدير التذكرة نجد بأن الحفل سوف يقام في التاسعة وعند السؤال يكون الجواب " السستم خربان " ، وتارة أخرى يعلن النظام الإلكتروني عن حفل وأن سوف يفتح صفحة الحجز بعد أيام ويأتي اليوم المحدد للحجز وإذا " بالستتم يقع " وبعد رجوع "السستم" بنصف ساعة أو أقل نجد بأن جميع الأماكن حجزت تلك هي إضحوكة مسرحيتنا التراجيدية والتي تحمل حلم كان الكثير من المجتمع الكويت ينتظره ليروى عطشه الثقافي من خلال ذلك المركز ولكن للأسف بعض المسؤولين على ذلك الصرح أصبحت الثقافة لديهم ما هي إلا سلعة يتاجرون من خلالها ، ولا نعلم في المستقبل إلي أين تتجه الأوبرا الكويتية ؟
مسك الختام : أحياناً لا يرغب الناس سماع الحقيقة لأنهم لايريدون أن تتحطم أوهامهم ..فريدريك نيتشه.
جوجل نيوز
