عاجل
الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
يا وزير النقل ..كفاية استسهال و...!!

يا وزير النقل ..كفاية استسهال و...!!

بقلم : جورج أنسي

إذا كان أمر الله قد نفذ، وانفض السرادق بعد قرار السيد وزير النقل برفع قيمة تذاكر مترو الإنفاق دون مراعاة لاى بعد إجتماعى أو سياسى ، متذرعا بتحقيق مرفق المترو لخسائر مالية كبيرة ،فإن الأمل لايزال قائما بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجل بسطاء هذا الشعب المسكين الذى لم يجد من يحنو اليه حتى فى ابسط الامور .



وقبل ان اطرح بعض من الافكار الايجابية -والمطبقة فعليا فى دول مختلفة - فإننى أود الاشارة الى كلام وزير النقل امام اللجنة المختصة بالنقل والمواصلات فى مجلس النواب، حيث قال بالفم المليان:"سائق المترو يتقاضى راتبا شهريا ١١ الف جنيه وهذة احد اسباب خسارة مرفق مترو الانفاق"، وهذا الكلام يدين السيد الوزير، فكيف لمرفق خاسر أن يعطى اجورًا عالية بهذة الكيفية تفوق نظرائهم فى نفس الدرجة الوظيفية بقطاعات حكومية مختلفة!!، واذا كان متوسط عدد الذين يستقلون المترو يوميا - وفقا لتصريحات المتحدث الاعلامى للوزارة- يتراوح ما بين ٢و ٣ مليون مواطن بما يعادل تقريبًا حوالى ٩٠ مليون جنيه فى الشهر.. وهنا أترك للقارىء العزيز استكمال باقى الحسبة التقريبية مع استقطاع المصروفات بكل انواعها (رواتب وصيانة ..الخ) ...فهل المترو مرفقا خاسرا فى هذة الحالة ؟!

اشك جدا فى هذا الامر ، لكن هذا لايمنع ان احيل السيد الوزير (غير المبدع ) الى الطريقة التقليدية التى كان المرفق يتبعها عند بداياته واقصد نظام (عدد المحطات) بحيث يختلف سعر التذكرة حسب عدد المحطات مع توقيع المخالفات الفورية على المتهربين ..لكن يبدو ان الاستسهال او الكسل كان العنصر الحاسم فى قرار الرفع!

أيضا هناك طرق تتبعها بعض دول العالم فى التعامل مع المترو كوسيلة إنتقال حيوية ولن اركز هنا على كبريات مدن اوروبا الغربية مثل باريس، امستردام، روما وفيينا -والذى يعتبر مترو القاهرة افضل من ذلك الموجود فى باريس وروما من عدة أوجه-التى تقدم مثلا تذاكر مجمعة لاى وسيلة انتقال عامة او عروض لتذاكر يومية كل ثلاثة ايام واسبوع، أو تجهيز دورات مياه بعملات معدنية كدخل للمرفق وللصيانة الدورية، بيع مساحات اعلانية على التذاكر المباعة وتقديم عروض عليها،استخدام  الاعلانات التجارية من خلال شاشات تليفزيونية بالمحطات سواء تحت الارض او فوقها ..مع ملاحظة ارتفاع متوسط دخل الفرد، ولكنى ساذكر فقط ثلاثة نماذج من عواصم اوروبا الشرقية،تبليسى (جورجيا)،كييف(اوكرانيا) و براج (التشييك)والتى لاتزال تقدم خدمة المترو باسعار زهيدة جدا مع تطوير الفكر الابداعى للمحافظة على هذا المرفق الحيوى دون ان يتعرض لخسائر فنية او مادية، مثل العمل على تأجير مساحات فى جميع المحطات تحت وفوق الارض وتجهيز ماكينات الحلويات والسندويتشات المبردة والمياه بنوعيها،واستخدام كروت شحن مثل كروت المحمول بدلًا من التذاكر حتى تعمل لفترات طويلة ...

عمليا فانه من الصعب التراجع عن قرار صدر فى غفلة من الزمن وبتحدى واضح لنواب الشعب ، ولكن يمكن تقديم هذة الحلول ، وهى  ليست اختراعا ولكنها مطبقة فعلا فى غالبية دول العالم التى سبقتنا فى عالم مترو الانفاق، وهى كلها أفكار ستضيف الى ايرادات هذا المرفق الخطير، وهو ما سينعكس تباعا لمصلحة الجمهور سواء فى تطوير الخدمة او بالحصول على عروض لتذاكر لفترات اطول وبسعر اقل.

.. فيا وزير النقل كفاية استسهال و ......، ولنبدأ فى وضع حلول ترحم البسطاء من الغلاء والبلاء.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز