مصر تحتاج إلى تسويق

بقلم : محمد عزوز

مصر أمةُ عظيمةُ .. وعظمة تلك الأمة تضح في أنها في ظل تلك الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد لديها من الأدوات ما يسمح لها بتخطي تلك الأزمة، ولكن استغلال تلك الأدوات ليس بالشكل الأمثل أو المناسب .

 

في الفترة السابقة تفتحت أمامي منافذ كثيرة أتضح منها أن توفير العملة الصعبة وترشيد الإنفاق منها أمر متاح بل وقد ينقل مصر نقلة حضارية كبيرة لتلحق بدول العالم المتقدم ولكن ماذا تحتاج مصر لعمل هذه النقلة ؟ وما هي الأدوات اللازمة لإحداث تلك النقلة ؟ سنجيب على تلك الأسئلة في هذا المقال.

 

مصر بها العديد من الصناعات الحديثة والأمر الغريب أن تلك الصناعات لو توفر لها تسويقاً جيداً لأغنت مصر عن تلك القروض التي تقترضها من البنك الدولي والدول الكبرى .

 

أظن أن القليل منا يعرف أن مصر في مجال الأدوات الكهربية تصنع  وتشارك في تصنيع العديد من المنتجات  كالثلاجات والتكييفات والمراوح الكهربائية وغيرها من الأدوات التي لابد أن تسوق بشكل يسمح لها المنافسة في الأسواق العالمية .

تتميز المنتجات المصرية برخص الثمن وجودة معقولة مقارنة بتلك المنتجات المنتشرة في العالم، وفي مجال آخر ودقيق وهو المجال الطبي اكتشفت أن هناك شركة مصرية تصنع حضانات مبتسرين وأجهزة صفرة وأجهزة تنفس صناعي صغيرة بأسعار ممتازة وجودة ممتازة مقارنة بالصينية والكورية والشيء الغريب في هذا الأمر أن هذه الشركة لا تستطيع أن تصرف منتجاتها  داخل مصر فكيف تصرفه خارجها .

 

ولابد أن نعرف أن التسويق مهمة الشركات والدول على حد سواء فكل دول العالم تتبنى برامج تسويقية لشركاتها والغريب أن كثير من تلك المنتجات المصرية تابعة للقطاع العام فكيف للدولة التي لا تسوق منتجات القطاع العام أن تسوق منتجات القطاع الخاص.

 

ومن هنا لابد أن نعلم أن دولة الأمارات العربية الشقيقة لديها كبرى شركات التسويق العالمية وهي من أكبر داعمي الدولة المصرية فلما لا نستغل تلك العلاقة وذلك الدعم  في تسويق منتجاتنا بدبي وأبو ظبي وهما من أكبر مدن التجارة العالمية مما يتيح لنا الدخول بقوة لسوق التجارة العالمية .

لا أستطيع في النهاية إلا أن أقول أن مصر لديها من الإمكانيات أن تتخطى تلك المرحلة وتعود لريادتها الاقتصادية المعهودة ولكن لابد للمؤسسات الصناعية والتجارية المصرية أن تتحول من مؤسسات روتينية إلى مؤسسات إبداعية تسير بمعطيات العصر الذي أصبح جودة التسويق فيه تضاهي من حيث الأهمية جودة المنتج وحتى لقاء طيب الله أيامكم .