عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عن التحرش وسنينه..! (2)

عن التحرش وسنينه..! (2)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

بمناسبة الواقعة المخجلة للتحرش الجماعي بفتاة الزقازيق، نستكمل نشر وقائع ندوة مهمة عن مكافحة التحرش الجنسي عقدتها كلية الإعلام جامعة القاهرة كأول فعالية لتدشين مبادرة د. جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة "نحو جامعة خالية من التحرش"، حيث نظمت الكلية في إطار خطتها في تنمية المجتمع وشئون البيئة مجموعة من الأنشطة والفعاليات، على رأسها ندوة حول "مناهضة التحرش" أُقيمت بقاعة المؤتمرات يوم 24 ديسمبر 2014، وذلك تحت رعاية الأستاذة الدكتورة جيهان يسرى عميدة كلية الإعلام، والأستاذ الدكتور شريف درويش اللبان وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.



وتحدثت في الندوة يومها وقلت: للأسف الشديد هناك صورة نمطية عن التحرش مخالفة تماماً عما هو موجود على أرض الواقع، فإذا كنا نتحدث عن التحرش على أنه انعكاس للفقر وعدم القدرة عن الزواج، فهناك عديدٌ من الرجال المتزوجين يمارسون التحرش فى الطريق العام، وإذا كنا نتحدث على أن المتدين لا يتحرش هذا غير صحيح، وإذا كنا نتحدث عن أن التحرش من يحدث من الفقير والجاهل غير صحيح، لأنه توجد إحصائية تقول إن 81% من المتحرشين نالوا تعليمًا جامعيًا عاليًا.

إن بعض الناس يقولون إن ملابس البنت هى السبب المباشر لتعرضها لحوادث التحرش، ولكن المحجبات بل والمنتقبات يتم التحرش بهن، وهو ما يؤكد أن الملبس ليس هو السبب المباشر المؤدي إلى تفشي التحرش في مجتمعنا.

ولذلك كله، فإن التحرش ظاهرة مهمة يجب إخضاعها للدراسة والنقاش المجتمعي، وقمنا بتنظيم هذه الندوة كأول كلية في جامعة القاهرة تستجيب لمبادرة أ.د. جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة لمكافحة التحرش داخل حرم جامعة القاهرة.

وأضفت أنه يجب أن نخرج من هذه الندوة بتوصيات مهمة للقضاء على هذه الظاهرة السلبية التى يمارس فيها العنف بشكل قسرى ضد المرأة المصرية.. المرأة التى شاركت فى ثورتيْ 25 يناير و30 يونيو، وكانت بجوار الشاب والرجل تطالب بإسقاط النظام الفاسد.. هذه المرأة القوية التى استطاعت ان تُسقط نظاميْن فى فترة وجيزة، تستطيع أيضًا بكل قوة وثبات أن تقف ضد ظاهرة التحرش.

 وأعتقد أن وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة التى أنشاتها جامعة القاهرة بمبادرة كريمة من أ.د. جابر جاد نصار رئيس الجامعة بالإضافة إلى منسقين داخل كليات الجامعة مع وجود أ.د. جيهان يسرى عميد كلية الإعلام ضمن لجنة السياسات يضمن لنا وضع الآليات المناسبة لمناهضة التحرش داخل الحرم الجامعى. وتُعد هذه المبادرة مهمة جداً سواء بالنسبة للجامعة أو الكليات، بحيث يكون لدينا منطقة آمنة خالية من التحرش.. إننا ندشن من خلال هذه الندوة شعارًا مهمًا: "نحو حرم آمن  خالٍ من التحرش".

وتحدثت دكتورة جيهان يسري عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة وعبرت عن سعادتها لإطلاق أولى فعاليات وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بجامعة القاهرة وانطلاقها من كلية اللإعلام، والتي بدأت كفكرة فى شهر يوليو 2014 ثم تحولت إلى واقع مملوس أمام عيننا، وأنا كنت بالفعل عضو فى اللجنة التنفيذية التي من ضمن مهامها أن تعد الكتيب الموجود أمام حضراتكم من الجهد الذى بُذل من خلال الزملاء الكثيرين الذين حضروا مثل هذه الاجتماعات حتى نستطيع أن نشرح ماهو التحرش وما هي السياسة التي يجب على الجامعة اتباعها لمناهضته والهدف منها حتى تصبح جامعة القاهرة هى القاطرة والمتقدمة على الجامعات الاخرى، لذلك أتوجه بالشكر إلى الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، لأنه صاحب الفكرة والمبادرة، كما أشكر اللجنة العليا واللجنة التنفيذية، كما أشكر المنسقين وكل من ساهم من الجمعيات مثل "خريطة التحرش" و" بصمة".

 وتابعت كلمتها قائلة: "وفي هذا الإطار نحن ننتظر مزيداً من الإيجابية وبالتحديد من طالب الإعلام، فأنتم كإعلاميين من المفترض أن تقوموا بالرصد على مستوى الجامعة، وتتابعون الكليات الأخرى، فهذا مهم أن ننشر عنه ونعرّف به المجتمع الطلابي والأكاديمي، وأعتقد أن هذا هو دور الإعلام، فالإعلامى دوره مهم فهو كما يتلقى المعلومة عليه أن يقدمها للأخرين للاستفادة ". وأخيراً أتوجه بالشكر للأستاذ الدكتور شريف درويش اللبان وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الذى يشرف على هذه الندوة، كما أشكر الزميلة العزيزة دكتورة داليا عبد الله لأن جديتها والتزامها دائما يجعلونها متقدمة، كما أنها تحرص دائماً على المشاركة لذلك هى خير مثال للمرأة فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، شكراً لحضراتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

بدأ الأستاذ أحمد حجاب مدير وحدة المناطق الآمنة في خريطة التحرش كلمته قائلاً: "فى البداية أتشرف بوجودى داخل كلية الإعلام وبجوارى د. شريف درويش اللبان، وأمامى د. جيهان يسري، أما بالنسبة لمبادرة خريطة التحرش فهي بدأت فى ديسمبر 2010 وأطلقت الموقع الرسمى فى 25 ديسمبر 2010 وخدمة الرسائل القصيرة للإبلاغ عن التحرش، حيث بدأها أربع سيدات بعد معاناة كبيرة من التحرش فى الشارع وعدم وجود حل وكان رد الفعل من الاصدقاء عن كيفية التصدى لهذه المشكلة سلبى، فقامت السيدات باستطلاع رأى بعض السيدات عن التحرش وكانت النتيجة عدم الاعتراف بوجود تحرش ومن جاءت الفكرة لعمل خريطة أو موقع حتى يستطيع الناس أن يبلغوا من خلاله عن التحرش ومن هنا جاءت فكرة مواجهة الناس الرافضة للفكرة وبدأت الناس تتفاعل مع الحملة عندما بدأت باسم "امسك متحرش" ثم تم تغيير اسمها إلى "خريطة التحرش"، والجامعة هى أول من تبنت هذه الفكرة وتم إشراك طلاب ودكاترة بالإضافة إلى المنسقين، ومن خبرات السادة أساتذة الجامعة تم تطوير الفكرة، وعندما تم الإعلان عن الحملة جاءت رسائل من دول عربية لتطبيق الفكرة لديهم".

وواصل أحمد حجاب كلمته قائلاً: "هناك أنواع كثيرة من التحرش وهى التعليقات والتحرش الجسدى والتحرش بالنظرة، وهى مواقف تحتوى على الجنس، وتم عمل ندوة فى كلية التربية الفنية للحديث مع الطلاب (شباب وبنات) عن الفكرة وعرض المشكلة من كل طرف. وبالنسبة للجانب القانوني، القانون الذي تم إضافة مادة التحرش عليه كان في سنة 1936 وتم إضافة بند خاص بالتحرش فى 2013 ، وعقوبة التحرش هي الحبس من سنيتن إلى ثلاثة سنين وغرامة 50 ألف جنيه. والمجلس القومى للمرأة وبعض منظمات المجتمع المدنى تتبنى استراتيجية قومية لمناهضة العنف ضد المرأة بشكل عام، وأنا هنا أتحدث عن التحرش أو العنف بكافة أشكاله ، والتحرش موجود منذ فترة ولكن فى الفترة الأخيرة ظهر بشكل كبير وانتشر، والمجتمع دائماً ما ينحاز ضد الفتاة ويهاجمها على أنها هى السبب فى التحرش، بالإضافة إلى الاعتقاد بأن التحرش يحدث للسيدات والبنات والشباب ليسوا طرفاً في الأزمة". 

وبدأ الأستاذ أحمد جابر منسق برنامج المدارس والجامعات كلمته قائلاً: "فى البداية هناك العديد من المفاهيم الخاطئة بغض النظر عن المستوى التعليمى لدى الناس، وكل المتطوعين غالباً ما يجدون نفس ردود الافعال فى كل المحافظات ونفس الكلام يتردد من الجميع مثل "لا يوجد تحرش"، و "التحرش سببه الست أو البنت"، أو "إيجاد مبررات وهو الفقر وتأخر سن الزواج".. ولكن كيف ترد "خريطة التحرش" على المبررات المطروحة؟ أولاً، هناك مجموعة من الردود المطروحة، فأول رد فعل هو الإنكار مثل من يقول "مصر مفيهاش تحرش.. هتروح الصعيد هيقولوا مفيش تحرش"، وعندما كنا نسأل الناس عن مفهومهم للتحرش، نجد الناس مستوعبة أن التحرش هو التحرش الجنسى، ثانياً نقابل الاستهتار بالمشكلة وعدم وجود توعية بأن التحرش ليس خاص بالبنت فقط ولا بالمجتمع ككل، لذلك لابد أولا الاعتراف بالمشكلة. ودورنا هو توعية الناس بالمشكلة، فالتحرش ليس دلع بنات، التحرش جريمة دائماً تقع على عاتق البنت بسبب اللبس أو التحدث فى التليفون أو صوتها عالى فى كل الحالات سببها البنت، والناس دائماً ما تهمش من الموضوع ، ودورنا هنا هو عدم التهميش وتصحيح المفاهيم الخاطئة". 

مكافحة التحرش يتطلب تضافر كل الجهود بعد الواقع المزري الذي وصلنا إليه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز