خان شيخون والشعيرات

بقلم : محمد رزق

استيقظ العالم صباح الجمعة الماضية على اصداء 59 صاروخ توما هوك اطلقتها البوارج الامريكيه المتواجده فى عرض البحر المتوسط بامر من الرئيس الامريكى دوناالد ترامب تجاه مطار الشعيرات العسكرى  وسط سوريا وذلك ردا على حادثة بلدة شيخون بادلب السورية التى راح ضحيتها ما يقرب من 86 مدنيا بعد ان أصابهم غاز السارين القاتل نتيجة قصف بلدتهم به.

 دونالد ترامب استبق كل النتائج وحمل المسئولية كاملة للنظام السورى دون ادنى دليل واخذ قراره المفاجىء بقصف مطار الشعيرات العسكرى الذى زعم ان المقاتلات السورية انطلقت منه لضرب مدينة شيخون السوريه فى تحول جذرى لمواقف ترامب المعلنه من القضية السورية التى اعلنتها فى اكثر من مرة قبل وبعد انتخابه ان اولويته فى سوريا ليست اسقاط بشار الاسد لكنها القضاء على داعش فما الذى حدث حتى تتحول بوصلة الرجل واستراتيجيته تجاه سوريا بين عشية وضحاها وهنا تتعد التاويلات والتحليلات.

فى المقدمة منها ان ترامب وقع ضحية تضليل ممنج من قبل اجهزته المعلوماتية التى قدمت له الموقف على ان بشار الاسد ونظامه هو من قام بقصف المدنيين فى بلدة شيخون بالاسلحة الكيماويه ساعدها فى ذلك الكم الهائل من حملات الدعاية والتضليل التى ساقتها دوائر صنع القرار و وسائل الاعلام الغربيه المدعومة من اجهزة الاستخبارات والساسة الغربيون باعتبار ان الاسد هومن نفذا العملية فى المقدمة منها موقف بريطانيا وفرنسا والمانيا ومن ورائهم اسرائيل وتركيا والسعودية وقطر حيث توزعت الادوار من اجل هدف واحد وهو اقناع ترامب بان الفاعل هو بشار الاسد ونظامه ولابد من الرد عليه اليوم وليس غدا فى محاولة منهم لانقاذ عملائهم الذين تقهقروا الخطى فى مواقع عدة كانوا يسيطرون عليها فى سوريا ومن اجل ايجاد  زريعة جديده لازاحة بشار الاسد واسقاطة بالتحرك الامريكى بعد ان فشل مخططهم عبر ادواتهم وعملائهم المقاتلين على الارض السورية

ردود الفعل بعد الضربة الامريكية لمطار الشعيرات العسكرى من قبل الغرب وعملائه فى المنطقه فى المقدمة منهم قطر والسعوديه واسرائيل وتركيا تؤكد ان ترامب ابتلع الطعم وانقاد وانحاز بشكل اعمى الى مخططهم الشيطانى الذى نفذوه فى شيخون ثم البسوها للنظام السورى.

فقد عادت الادارة الامريكيه الى سابق عهدها فى الاندفاع والهجوم العسكرى خارج مظلة الامم المتحدة وخارج الاعراف والمواثيق والقوانين الدولية ونفذت ضربتها منفردة كما فعلت من قبل فى العراق عام 2003 فقد ساقت نفس التبريرات والحجج  الواهية لتوريط بشار الاسد بالاسلحة الكيماوية كما فعلت من قبل مع نظام صدام حسين وازاحته عن السلطة  ثم اعدمته واحتلت العراق عام        2003  وحلت الجيش العراقى وسرحته  ثم تركت البلاد تغرق فى اتون الفوضى والطائفية والصراعات وعدم الاستقرار حتى الان.

 اذا هى نفس المخططات والسيناريوهات تهدا وتخبوا قليلا ثم تعود لتنفيذ مرة اخرى هى الفوضى الخلاقه والشرق الاوسط الكبير تمر السنوات وتتعاقب الادارات الامريكيه ويختلف الاشخاص لكن تبقى الاستراتيجية واحدة لا تتغير .

انها المؤامرة المستعرة والمستمره على العالم العربى وعلى الدول المؤثرة فيه وعلى الجيوش العربيه العراق ثم سوريا ثم ليبيا ثم اليمن ومصر التى نجاها الله من الوقوع فى براثن مؤمراتهم ومخططاتهم اللعينه لهدم الدول وتفتيتها وكسر جيوشها وتركها تغرق فى اتون صراعات طائفية وعرقيه ومذهبيه لصالح الكيان الصهيونى المستفيد الاول من تشتت تلك الدول وتفتتها وانهيارها.