احذر الاكتئاب

بقلم : د. أحمد عيسي عبدالله

يقتل الاكتئاب بعض الناس، ويتم ذلك في الغالب في سن مبكرة وبطريقة مأساوية حيث يعاني ما يقدر بنحو 400 مليون شخص من جميع الأعمار في العالم من الاكتئاب.. والاكتئاب لا يعنى أن الشخص سوف يصاب بالجنون (كالخرافة الشائعة)، أو أنه يمكن أن ينقل اكتئابه هذا إلى أناس آخرين وهذه الأفكار تبدو مضحكة إذا تحولت إلى اعتقادات راسخة لدى البعض.

ومن سمات الاكتئاب الشعور بالحزن، وعدم الاهتمام أو التمتع بالأشياء، والشعور بالذنب أو قلة تقدير الذات، واضطراب النوم أو الشهية، والإحساس بالتعب، وضعف التركيز، وقد يعاني المصابون بالاكتئاب كذلك من شكاوى بدنية متعددة دون سبب جسماني واضح.

وقد يكون الاكتئاب طويل الأمد أو في شكل نوبات متكررة، مع إضعافه لقدرة المصابين به على الأداء في العمل بصفة أساسية وعلى التعامل مع الحياة اليومية بصفة عامة، وقد يؤدي الاكتئاب إلى الانتحار، في أشد حالاته.

والاكتئاب يظهر كموجة من مشاعر اليأس، والعجز، وفقدان الأمل في مواجهة الأنشطة اليومية، كما إنه يسبب أعراضاً نفسية وجسمانية مما قد يسبب ألماً عضوياً حقيقياً.
ومع أن الأعراض تتباين وتختلف بشكل واسع، إلا أن الأعراض السيكولوجية تشمل: اليأس، والحساسية المفرطة، وكراهية الذات، والشعور بالذنب، وانعدام الحماس لأية مهمة، وتشتمل الأعراض البدنية على فقدان الوزن، وفقدان الرغبة الجنسية، والأرق، والنسيان، وعدم الراحة، والأوجاع والآلام البدنية.

ولكن كيف تتجنب الإصابة بالاكتئاب؟ أو على الأقل تخفيف حدته إذا تسرب إليك دون أن تقاومه؟

العلاج السلوكي الإدراكي يعد أمراً ضرورياً لتغيير طريقة الشعور السلبي، وذلك عن طريق تغيير طريقة التفكير.

إن هذا العلاج يقوم على التخلص من التفكير السلبي، ويشجع الشخص على السيطرة على أنماط تفكيره.

والعلاج السلوكي الإدراكي ظهرت فاعليته في علاج كثير من الاضطرابات النفسية الأخرى، ويرجع عدم وصف الطبيب لمثل هذا النوع من العلاج إلى سبب بسيط، وهو ندرة وجود "المعالجين" الذين لا يتوفرون إلا بأعداد قليلة.. لا يجب أن تخشى الاعتراف بشعورك بالاكتئاب، لأنه يصبح أكثر خطورة عندما تتجاهل هذه المشاعر على أمل أنها ستتلاشى من تلقاء نفسها.