عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شم النسيم "الحزين"!!!

شم النسيم "الحزين"!!!

بقلم : د. حماد عبدالله

حضارة مصر تراكمية فمنذ أجدادنا الفراعنة ثم  أجدادنا الأقباط ثم أجدادنا الفاتحين المسلمين والحضارة تراكمت فوق بعضها ويظهر هذا جلياً فى مناطق بعيدة عن القاهرة مثل الواحات البحرية والواحات الداخلة والخارجة ، وواحة الفرافرة ، وكذلك الأقصر (جمع قصور).



فنجد المعبد الفرعونى ، ركب عليه كنيسة ، ثم بجانب الكنيسة ، جاء المسجد ، حيث حافظ الفاتحين الإسلاميين على قبط مصر ،ومعتقداتهم ، ومنازل شعائرهم ، ولم يقوموا بمحو أية بيوت من بيوت الله عند الأقباط بل إهتموا بها وهم فى سلطة الحكم .

وأخذوا بتوصية رسول الله "صلى الله عليه وسلم " بأقباط مصر ، بل وأوصى قادة المسلمين بأن يأخذوا من مصر جنداً فهم "خير أجناد الأرض" وغيرها من الوصايا الإسلامية العظيمة التى نسجت حضارة شعب مصر ونسجت قوامه وتركيبته الأيكولوجية والجغرافية والتاريخية.

فمصر المحروسة هى أرض "الكنانة " وهى أرض المصريون جميعاً "قبط مصر"مسيحيون ومسلمون ، "وشم النسيم" عيد فرعونى أخذه أقباط مصر وشاركهم المسلمون الإحتفاء بمجيئه فهو بداية لفصل الربيع فى ربوع المحروسة.

ولعل مظاهر هذا العيد (الشعبية) هو "الملانة" "والبصل الأخضر" "والكرات" "والخص" ومع كل ذلك "الفسيخ" "والملوحة" وطبعاً ضرورى يأتى عنصر "الليمون" هى ما تمتلىء به موائد المصريون فى هذا اليوم مع "البيض الملون" والذى أدعو الله ألا نفتقد وجوده فى الأسواق بعد أزمات مفتعلة تعلن عنها أبواق الإعلام المصرى.

ويأتى شم النسيم هذا العام  وقد مرت مصر بحادثة إرهابية إهتزت لها قلوب المصريين، ودمتَ عيونهم حسرة على حالنا ، وعدم رعاية وعناية المسئولين سواء فى المجتمع المدنى أو الكنائس أو المساجد ببعض صغائر الشرر فى العلاقات بين عنصرى الأمة.

والاستهتار بهذه الصغائر التي سرعان ما تمسك " بالجاف " من الأشياء لكي تبدأ بالإشتعال.

ثم نُصَّدْر جهات أخرى لتحمل المسئولية مثل الأمن ( الداخلية ) أو النظام كله وهذا شئ يتميز بعدم العدالة ،حيث المسئولية الاجتماعية لم تكن أبدا هي مسئولية "الشاويش أو الضابط" ولكن إذا حملنا النظام هذه المسئولية فتكون محددة في الأزهر الشريف والكنيسة المصرية !!

"وللأزهر الشريف" دور فاعل لم يقم به رغم تكرار و"إلحاح" الرئيس (السيسى) والنابهين من المصريين بتصحيح الدعوة وتحديث الخطاب الدينى وتعديل المناهج الدراسية فى مدارس الأزهر وجامعاته ، ورفع ما يدين الإسلام بالتخلف ، وهذا بعيد تماماً عن جوهر الدين الحنيف.

ولعل تلك التنظيمات والمنظمات ، اهتمت فقط في الأونه الأخيرة بالإفطار معا في

( رمضان ) وفي تبادل زيارات الود في المناسبات .. وكل ذلك أمام عدسات التليفزيون  وكأنهم يقومون بدور في سيناريو مكتوب " إهترىء" ، من كثرة عرضه ، وليس هذا هو المطلوب ، ولكن المطلوب شيئ أخر كان موجود قديماً ، ويجب أن نهتم به حديثا ، وغدا ، وهو تنفيذ وصية سيدنا "محمد" رسول الله "صلي الله عليه وسلم" بأقباط مصر وكذلك تفعيل المواطنة  ، كما وردت في كل المواثيق الدولية والتي صدقت عليها مصر  كعضو في الأمم المتحدة والعودة مرة أخرى  إلي "مصر المحروسة" التي دافع عنها ضد كل الغزوات منذ الحملة الصليبية والفرنسية والإنجليزية وضد إسرائيل في 1973،67،56،48 ،المصريون جميعا مسلمون، ومسيحيون كل أقباط مصر.

كل سنه وكل شم نسيم وفسيخ وبصل وانتم طيبون وفى سلام وأمان .

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز