عاجل
الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
تشتري "نوكيا"؟!

تشتري "نوكيا"؟!

بقلم : محمد نوار

مدينة "نوكيا" واحدة من مدن فنلندا، وبنفس اسم المدينة أسس المهندس "فريدريك إيدستام" شركة في مجالات التصنيع والطاقة والهواتف المحمولة "نوكيا"، وهى من أقدم وأشهر العلامات التجارية للمحمول حتى سنوات قليله مضت، حيث لم يكن أحد يتخيل نهاية "نوكيا".



كانت "نوكيا" مسيطرة على 80 % من أسواق الهواتف المحمولة في العالم، وبلغت قيمتها السوقية سنة 2003 حوالي 203 مليار دولار، ولكنها تراجعت سنة 2009 لحوالي 44 مليار دولار.

ومع الابتكار والتطور السريع ظهرت شركات منافسة مثل "آبل" و "سامسونج"، وبدأت مبيعات "نوكيا" في التدهور حتى بعد استخدامها لنظام ويندوز والذي لم يفضله الكثيرون، وعندما قررت العمل بنظام أندرويد كان الوقت متأخراً.

وفي النهاية اشترتها شركة "ميكروسوفت" بـ 7.9 مليار دولار، "ميكروسوفت" بنظامها قضت على "نوكيا"، و"نوكيا" بتوقفها عن التطور قضت على نفسها.

وقصة "نوكيا" تشبه قصة "موتورولا" وهى أول شركة صنعت الهواتف المحمولة، ثم اشترتها "لينوفو" الصينية بحوالي 3 مليار دولار.

الإثنان عندما نجحا اعتقدا أنهما يعرفان سر التفوق، وعندما فشلا لم يعرفا سر الانهيار، فالمشكلة ليست في سر التفوق أو الانهيار ولكن في عدم التجديد والابتكار.

مدير "نوكيا" بكى وهو يعلن عن بيع شركته: "جربنا كل شيء، ولم نخطيء في أي شيء، ولكننا خسرنا كل شيء"، ولكنهم في الحقيقة أخطأوا عندما توقفوا عن الابتكار والتطوير.

مشكلة "نوكيا" أنها لم تطور أنظمة هواتفها، واستمر تركيزها على إنتاج الهواتف الرخيصة حتى وصلت لأسواق أفريقيا والهند، لكنها ابتعدت عن تلبية احتياجات الأجيال الجديدة.

قصة النجاح والفشل للشركات تحدث أيضاً للأفراد والمجتمعات والدول، وهى قصة متكررة تعلمنا أن الحفاظ على النجاح صعب مثل الوصول للنجاح، وأن الثبات يعني التخلف، وأن الجمود يعني تطور الغير، وأن الغرور بالنجاح يعطي الفرصة للأخرين للتفوق.

ويبقى أن من يرفض التطور سينتهي به الحال إلى الفشل، وأن التغيير الإيجابي مطلوب للتحول من الضعف إلى القوة، ومن الفشل إلى النجاح للأفراد والمجتمعات والدول.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز