عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ولكنه .. ضحك كالبكاء

ولكنه .. ضحك كالبكاء

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

{وكم ذا بمصر من المضحكات ... ولكنه ضحك كالبكاء } هو أشهر أبيات شاعر الملوك في عهد الدولة العباسية وأحد أساطين الشعر العربي وهو الملقب بـ (أبو الطيب المتنبي) ، وقاله في هجاء (كافور الأخشيدي) حاكم مصر قبل 1200 سنة وذلك بعد خيبة أمله من الحصول على منصب في دولته (مصر) التي زارها وأقام بها أربع سنوات في ضيافة الأخشيدي ، ثم رددها الماسوني الأزهري (جمال الدين الأفغاني) أشهر جواسيس بريطانيا العظمى في البلاد المسلمة في القرن قبل الماضي بعد صراع (ماسوني - ماسوني) بين الخديوي توفيق والأفغاني في عهد متقلب وشديد التوتر والاضطراب والذي انتهى باحتلال الإنجليز لمصر ، ولعل ما ذكرني بكل هذا هو ما أسمعه يتردد صراخا وعويلا من المدافعين عن الأزهر بلا حجة قوية أو دلائل تثبت صدقهم أو حتى تثبت وجهات نظرهم المتعصبة بلا فكر أو تعقل .



وحقا .. ليس من الأنصاف أن تنهال (السكاكين) على المسئولين عن الأزهر اليوم ليدفعوا الفاتورة كاملة ، فما حدث من تزوير محكم لمفاهيم الإسلام وما أسقط المسلمين وقسمهم أكثر من سبعين فرقة لا يتحمله الأزهر أصوله وبداياته ، ولكنه لا شك قد ساهم بالنصيب الأكبر في تثبيت الكثير من الضلال والبهتان وإسباغه القدسية التي كانت المعول الرئيسي لتقسيم المسلمين وتشتتهم وضعفهم ، وليس من الإنصاف أن نحملهم ما هم ليسوا مسئولين عنه ، وهو ما قاله المتحدث الرسمي باسم المشيخة صاحب التباهي والفخر بانتمائه للصوفية الأشعرية ، وهنا لابد وأن نتوقف طويلا لنطرح أسئلة بريئة ، متغاضين عن مستويات العلم والفكر لدى المعد أو المحاور صاحب البرنامج الفضائي الذي استضاف شيخنا الشاب ليهاجمه وهو لا يملك منطقا علميا حقيقيا لمناقشته أو عرضه كفكر مناسب لتصحيح مفاهيم شعب ضاق بما يحدث ، فخرج اللقاء وكأنه ولولة وعويل وتنابز بالاتهامات والألفاظ كعادة معظم برامج (التوك شو) على الفضائيات .

وأول أسئلتي البريئة جدا .. هو موجه للمتحدث باسم الأزهر ، هل تعرف سيدي أن أصل التصوف وبدايته هو من صميم ابتداع (الكبالا) وهو دين إبليس وبدايته جاءت منذ أكثر من أربعة آلاف سنة ، وهل تعرف سيدي أن مجرد انتماء مسلم لأية فرقة أو جماعة يعني أنه من المشركين ، وهو ما نهانا عنه سبحانه وتعالى نهيا قاطعا صريحا في سورة الروم بقوله .. {.. وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } ، أم لكم تفاسير فلسفية مزورة لهذا النهي الإلهي تسمح لكم كمتصوفة أن تطمسوا أو تعدلوا أوامر الله ونواهيه ، مثلما رأينا كيف رفع بعض المتصوفة عن نفوسهم بعض الفروض كالصلاة لكونهم شيوخ وأمراء للجماعات والفرق المتصوفة لحلول الذات العليا في أجسادهم كما يدعون ، وهل تعرف سيدي الفاضل أن وجود أربعة كنواب لفضيلة شيخ الأزهر من أعلام الإخوان ورواد اعتصام رابعة العدوية هو في حد ذاته وقبل أن يكون تحديا إرهابيا من مشيخة الأزهر للدولة والشعب الذي تخدمونه ولستم سادة ولا كهنة مقدسين فوق رؤوسه ، هو يعد خيانة لله ورسوله لتبني أفكار الشرك بالله واعترافا بشرعية تقسيم وتقطيع المسلمين لفرق وجماعات وليس بالصمت عن الحق فقط ولكم بالممارسة والتشجيع بل والانتماء ، حتى أنكم تعتبرونه مصدر فخر وتباهي كما فعلها مندوب المشيخة علنا ، وكأنه يتعمد هدم أو ربما يجهل أبسط مفاهيم الإسلام الواحد لله تعالى ، والتي يجب أن يكونوا رجالها وحماتها ومعلنيها لعامة البشر في الدنيا .

سيدي الفاضل .. لست في محل إثبات أو شرح ما لا تفهمونه أو تصرون على تجاهله والمضي قدما في مفسدته ، ولن أعدد لكم كوارث من تدرسونه للطلبة في مراحل التعليم كنكاح البهيمة وأكل لحم الأسير ، أو في مراحل لاحقة وتصرون أنه لا عيب فيه ، وأنه من الدين وما هو من الدين في شيء ، فربما تجهلون المعنى الحقيقي لكل الأديان أو الدين الواحد الجامع لكل البشر ، بدليل أن جهادكم وأفضالكم عبر ألف عام قد أفرزت لنا اليوم فرقا وجماعات يقتلون بعضهم بعضا على مرأى ومسمع من الدنيا دون أن يكون لكم موقفا واضحا بخلاف الشجب والإدانة والتنديد ، وتحتمون بحجة بتفشي الفرق في مختلف مؤسسات الدولة ، فلن أشارك بشرا في الشراء بآيات الله ثمنا قليلا مهما كان غيري يراه مقدسا أو يرى أنه كذلك كان يفعل أباؤنا من قبل ، وكنا ذرية من بعدهم ، فالإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ، ولك الله يا مصر ..

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز