عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الأزهـــر والإرهاب
بقلم
محمد نجم

الأزهـــر والإرهاب

بقلم : محمد نجم

قديمًَا.. قال العرب: إن الكلام.. كلامان الأول يخاطب العقول ويحرك الأبدان والثانى: مجرد ثرثرة فارغة من المعان.



وليس جديدًا عندما نردد القول المأثور: بأن الكلمة “مسئولية” يجب أن يعلم قائلها أين تقع وما هى أضراراها أو منافعها.

فنحن فى ظرف خاص لا يجب أن يحاول البعض فيه تصفية حساباته مع أشخاص أو هيئات، وهو ما قد يتسبب فى إثارة البلبلة لدى الرأى العام أو يؤثر على قناعاته الإيجابية بشأن إحدى المؤسسات الرئيسية والمهمة فى المجتمع.

ولست أفهم لماذا لا يبحث البعض عن الأسباب الموضوعية أو
المؤامرات الخارجية لما تعانيه بعض المجتمعات العربية ومنها مصر من مشاكل وأزمات لعل أبرزها تلك الموجات الإرهابية المتتالية منذ منتصف القرن الماضى؟

ولماذا يحاول البعض الاستسهال والإسراع بالإشارة إلى الأزهر الشريف كـأحد أسباب الإرهاب الذى نعانيه؟

ألا يعلم هؤلاء الذين يبحثون عن «شماعة» لإراحة أنفسهم من البحث والتدقيق أن الأزهر الشريف مضى على وجوده فى مصر أكثر من 1200 عام، وأن علماءه وقياداته كانوا «رموزًا» وقادة للحركة الوطنية المصرية ضد المحتل الأجنبى أو فى فترة حكم المماليك وولاة الدولة العثمانية؟

ثم ألم يتابع البعض أو يفهم لماذا أعلن الرئيس عبد الناصر صيحته الشهيرة «سنحارب» من على منبر الجامع الأزهر؟

ولو راجع البعض نفسه لتأكد من الدور الايجابى والوطنى الذى لعبه الأزهر وشيخه الطيب فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو.

وأعتقد أن الجميع تابع معركة الأزهر مع الإخوان والتيارات السلفية المتشددة فى تلك الفترة، بل رأينا جميعًا كيف عومل شيخ الأزهر باستخفاف شديد فى الاحتفال بحلف اليمين للرئيس الإخوانى المعزول، مما أضطر معه الشيخ لمغادرة القاعة حفاظًا على كرامته الشخصية وكرامة الأزهر الذى يمثله.

 بل كنا نتابع كيف كان يقوم الرئيس المعزول بدعوة قادة الإخوان والسلفيين لمآدب «الفتة» بقصر الاتحادية بينما كان فى مقاطعة ملحوظة للأزهر وشيخه وقياداته مما اضطر معه الشيخ للمرة الثانية للاعتكاف بمسقط رأسه حتى استدعاه الرئيس السيسى.

كنا جميعًا موجدين ونتابع وبعضنا يعلم تمامًا كواليس ما كان يحدث من مضايقات للأزهر وشيخه والعاملين فيه.

 

لقد كان الأزهر موجودًا طول الوقت وعلى مر الزمان، بينما لم تعرف مصر الاغتيالات السياسية والإرهاب المسلح إلا بعد ما تواجدت جماعة الإخوان وتوابعها من تنظيمات سرية وجماعات متطرفة تحت أسماء مختلفة منذ الأربعينيات وحتى الآن.

ومن ثم لا أعتقد أن الأزهر الشريف كان سببا للإرهاب المسلح الذى طال المجتمع المصرى فى فترات الثمانينيات والتسعينيات ثم تجدد ثانيًا وبشكل أكثر عنفًا فى السنوات والشهور القليلة الماضية.

ثم إذا كان الأزهر ومشيخته فى مصر فمن الذى أوجد الجماعات الإسلامية المسلحة فى كل من تونس والجزائر وبعض البلاد العربية الأخرى؟

ألم تسألوا أنفسكم عن المؤسس الحقيقى لتنظيم القاعدة الذى درب كوادرهم وأمدهم بالمال والسلاح.

ثم من الذى جلب داعش إلى دول المنطقة ومن أحضر له تابعيه من كل أنحاء العالم؟

 

لقد استخدم الغرب موجة «التأسلم» التى غزت أغلب البلاد العربية والإسلامية فى مواجهة المعسكر الشيوعى، وبعد أن تحقق له ما أراد أعاد تصدير الشباب إلى دولهم لاستنزافها بشريا وماديا، فالموضوع أكبر، وأعقد مما يتصوره البعض.. ومن يقرأ التاريخ بعناية سوف يتأكد من صحة ما نقول.. وما حدث مع محمد على مؤسس مصر الحديثة ليس ببعيد.

ولقد سمعنا جميعا مؤخرا ما قاله المندوب الروسى فى مجلس الأمن للمندوب البريطانى.. من أنهم هم من صنعوا فتنة الباحث الإيطالى ريجينى بين مصر وإيطاليا وهم أيضا من يقفون خلف مأساة سقوط الطائرة الروسية فى سيناء.

لقد خرجت مصر بذكاء مواطنيها وحكمة قادتها سليمة معافاة مما سمى بثورات الربيع العربى.. فهل يتركوها؟

لقد أشار الرئيس السيسى أكثر من مرة لهذا المعنى فى حديث مباشر لجميع المصريين طالبا منهم التوحد والعمل بجدية لمواجهة ما نعانيه من أزمات حاول البعض أن يكسرنا بها.

وبدلا من أن نعى كلام الرئيس ونستوعبه وننتبه لمغزاه، بدأنا نمسك بتلابيب بعضنا البعض ويسارع البعض منا بتوجيه الاتهامات لبعض مؤسسات الدولة سواء بالتقصير والإهمال أو أنها أحد مصادر الإرهاب.

أيها المغرضون.. اعلموا تماما أن المؤسسات باقية والأشخاص زائلون، فحافظوا على مؤسساتكم التى هى أعمدة المجتمع وأسباب استمراره واستقراره.

كما أن إصلاح المؤسسات إن كان يشوب عملها خطأ ما.. لا يكون بالهجوم المنظم عليها وإنما بالإشارة إلى الأخطاء والمطالبة بإصلاحها فالأزهر الشريف كان وما زال منارة نعتز بها جميعا.. باعتباره حاملا لواء الإسلام الوسطى السمح ومن ثم لا يجب أن يحوله البعض إلى «لبانه» يلوكها فى فمه كلما وقع فى مصر حادث إرهاب.

فالإرهاب «صناعة» خارجية صدرت لنا لأسباب نعلمها جميعا، فلا تظلموا الأزهر ولا تجعلوه «شماعة» أو هدفا لسهامكم الفشنك.

حفظ الله مصر.. وحفظ أزهرها الشريف.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز