عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الاتيكيت (1)

الاتيكيت (1)

بقلم : د. أماني ألبرت

’’من الاتيكيت أن تفعل ...‘‘ ’’هذا التصرف ليس من الاتيكيت ‘‘ عبارات كثيرا ما نستخدمها للتعبير عن حسن التصرف في المواقف المختلفة، وقد انتشر استخدام هذه الكلمة في الآونة الأخيرة لدرجة أنه خُصصت معاهد لدراستها وكتبت مئات الكتب فيها.



ولعل القارئ يندهش إن عرف أن أقدم دليل عن ’’الاتيكيت‘‘ في العالم قدمه الفيلسوف المصري "بتاح حتب" خلال عهد الاسرة المصرية الخامسة حوالي 3550 قبل الميلاد، حيث سرد في بردياته قواعد السلوك التي ينبغي على الحكماء تعليمها لأبنائهم.

ومنها ’’اكبح لسانك ولا تجعله يسبق تفكيرك‘‘ ’’لا تمش بحذاء غيرك حتى لا تتعثر خطواتك‘‘ ’’احترم من هو أكبر منك يحترمك من هو أصغر منك‘‘ وبمرور الوقت تطورت القواعد ليهتم ’’الاتيكيت‘‘ بقواعد السلوك الملائم فى الحياة الاجتماعية فى المنزل، وفي العمل، وتناول الطعام والمصافحة والزيارات.

واستمر التطور إلى أن تشكلت الملامح الأولى في القرني السادس عشر والسابع عشر داخل البلاط الملكي الفرنسي، تحت اسم الاتيكيت etiquette وهي كلمة فرنسية تعني ’’بطاقة‘‘ فيها يُكتب للنبلاء قواعد السلوك التي تمارس في الحياة اليومية والاجتماعية والعلاقات المجتمعية والسياسية وكيفيه التصرف بلباقة وذوق بعكس عامة الشعب.

وسرعان ما انتقل المصطلح إلى البلاط الملكي الاوروبي ثم تبنته الطبقات العليا في جميع أنحاء العالم الغربي الذي اهتم بتعليم آداب السلوك بين أطفال العائلات الثرية.

وبحلول أوائل القرن العشرين، بدأت تهتم الطبقة الوسطى بهذه السلوكيات. وفي عام 1922 كتبت إميلي بوست كتابها "آداب في المجتمع، في العمل، في السياسة وفي المنزل ". والذي أصبح من أكثر الكتب مبيعا وتم اعادة طبعه عدة مرات.

وإن كان المصطلح يرتبط في أذهان كثير من الناس بالقواعد الاجتماعية الصارمة والغامضة التي تتعامل بها الطبقات العليا في المجتمع أو بالقواعد التي تحكم المسائل الدقيقة مثل استخدام الشوكة والسكين وارتداء الحذاء الأبيض في المناسبات!.

لكن الأمر لم يعد كذلك فالاتيكيت وإن نشأ من جذور ارستقراطية إلا أنه لم يعد يخص الطبقات العليا، بل يشمل كل طبقات المجتمع. فقواعد السلوك الصحيح غير مرتبطة بطبقة اجتماعية محددة.

#يتبع

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز