د. حماد عبدالله
تجربه فى المدارس لم تكتمل !!
بقلم : د. حماد عبدالله
مازالت مديريات التربية والتعليم في المحافظات المصرية والمدارس التابعة لها ، تتذكر حقبه زمنيه تولى فيها الدكتور "أحمد زكي بدر" مسئوليه حقيبة التربية والتعليم وكانت فيها المديريات ترتعد من زيارة مفاجئة يقوم بها الدكتور "أحمد زكي بدر" ، وزير التربية والتفتيش علي التعليم ، أكثر مما هم مرتعدون أو خائفون أو مُحتِرميِنْ منصب المحافظ التابعين له إدارياً !!
شيء يجب الإنتباه له ، حيث جميع مديريات الوزارات يتبعن إدارياً السيد المحافظ وسكرتيره العام ، ولكن وحيث أن المحافظين أو بعضهم أو بمعني أخر أغلبهم ، غير مكترثين بشيء ، أكثر من إكتراثهم بالمكافأه التي حصلوا عليها ، وهو منصب المحافظ ، وبالتالي ( فقليل من العمل قليل من الخطأ ) أغلبهم يتبع
هذه النصيحة الحكومية الإدارية الموروثه من البيروقراطية المصرية العقيمة ، ( إعمل قليلاً تخطأ قليلاً ) .
وبالتالي فإن المراقب أو المتابع لتدهور عملية التربية والتعليم في مصر ، سيجد بأن حقبات زمنية متراكمه بدأت تقريباً مع ولاية المرحوم الدكتور "حسين كامل بهاء الدين" ، حاله من تسييس التعليم والتسيب في العملية التعليمية ، وإنحسار الرقابة علي الإدارات التعليمية ، وإنتقلت أهمية الطابور الصباحي وتحية العلم ، والمعسكرات الأسبوعية والنصف سنوية وكذلك معسكرات الصيف ، إنتقلت كلها إلي خبر كان !! حيث أصبحت المدرسة دون ملعب ودون فناء ودون ( سارى للعلم ) ، بل أصبحت بعض المدارس دون ( حمامات ) ووصلت إلي بعض المدارس دون ( فصول ) أصلاً !!
وهكذا توالت عملية التدهور ، وتوالت عملية الترقيع من بعض الوزراء اللاحقين المرحوم الدكتور "حسين كامل بهاء الدين" الذي مكث علي قلب و صدر الوزارة مايقرب من 14 عام ، كانوا كافيين لتدهور عملية التعليم كلها!! سواء علي المستوي ماقبل الجامعى أو المستوى الجامعى حتي جاء الدكتور "مفيد شهاب" ليحتل منصب وزير التعليم العالي ، ويترك التعليم ماقبل الجامعي "لبهاء الدين" الذي إستكمل إهماله لهذه المنظومه ، حتي وصلت إلي ما تحت الصفر ، وحينما جاء وزيراً أخر ، كانت بدايات صعبة !! حيث العملية التعليمية والتربوية ، كانت في إحتياج لعمليات بناء من جديد ، و محاولات حثيثة لجمع من تسرب من التعليم في فترة التسييس !!
إلى أن جاء الدكتور "أحمد زكي بدر" ، المتحمس للإصلاح وتوليه هذه الحقيبة ، ولم يهتم بالبروتوكولات ولا بالمسئوليات الفرعية والدستورية المعمول بها ، وهو أن المحافظ مسئول عن المديرية والمدرسة ، وبدأ رحلة الهجوم المفاجيء علي المدارس والمديريات ، وإرتعدت أوصال بعض الفاشلين ، وسكنت بعض الأقلام الحامية لبعض المسئولين وتعرض الوزير للنقد ، حيث من قال بأن الوزير يجب أن يهتم بالسياسات ولا يجب أن يفتش علي المدارس ، وأشياء من هذا القبيل ، ولكن الحركة التي بادر بها ( الدكتور بدر ) ، كانت شبه حركة ( صحيان ) ، أو بمعنى أخر دق ناقوس شديد الأهمية ( كنوبة الصحيان ) في المحافل والمعسكرات العسكرية فهي تنبيه للمدارس والمديريات ، والطلبة وأولياء الأمور والأكثر من ذلك ، هي رسالة قوية للسادة نائلى مكافأة نهاية الخدمة -السادة المحافظون علي كراسيهم وليس علي أقاليمهم المنوط بهم دستورياً إداراتها !!
ولم يمكث كثيراً فى هذه الحكومه حيث جىء بأخر ، وأعتقد أنه الدكتور الجمل ، مع الدكتور هلال للتعليم العالى ، لكى تمضى منظومه الأهمال فى التعليم إلى أن وصلنا إلى مانحن عليه اليوم للأسف الشديد ( لا حياه لمن تنادى !!)