عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إصلاح الفكر وليس الخطاب!

إصلاح الفكر وليس الخطاب!

بقلم : محمد نوار

الدعوة لتجديد الخطاب الديني جاءت نتيجة لمرور الخطاب الديني بأزمة عدم التجديد فى الموضوعات المطروحة، وأصبح المفهوم الشائع لمعنى تجديد الخطاب الديني هو أن يكون الخطاب وسطي معتدل في مواجهة التطرف.



مع أن الفكر المتطرف سيظل موجوداً ليظهر عند الصراع على الحكم، ولمواجهة التطرف يجب البحث عن المصدر الحقيقي للفكر المتطرف ومعالجته، ومنها مراجعة الفكر الديني.

ومواجهة الجماعات المتطرفة لا تتم أمنياً فقط، لكن يجب مواجهتها فكرياً من داخل الدين، وإذا لم يبدأ إصلاح الفكر الديني فسوف ينتشر الفكر المتطرف، ويتكرر ما حدث وما يحدث الآن.

والمواجهة تتم بإصلاح الفكر الديني لكشف أمراض المتطرفين من كراهية وتكفير وقتل، والتي هى منبع الإرهاب، فإصلاح الفكر الديني هو إصلاح ما تم إفساده من فكر وممارسة عملية للدين، مع توضيح الفرق بين مظاهر التدين وبين حقيقة الدين.

قال تعالى: (وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) البقرة 205، فمن نتائج الإفساد خراب الأرض وقتل الناس وهما نفس ما ينتج عن التطرف.

والسؤال: هل تمت دراسة أزمة الخطاب الديني لوضع خطة لتجديده؟، وهل يتم تجديد الخطاب دون تجديد الفكر الديني؟، وهل تمت دراسة تطور الفكر الديني؟، وهل توجد دراسة للمصادر والمرجعيات التي يقوم عليها الفكر في الأزهر الشريف والأوقاف؟، الإجابة على تلك الأسئلة ستحدد طريقة تجديد الخطاب الدينى.

فالإصلاح لن يتم باستبعاد الدين كما حدث في الغرب، لأن الدين عندنا مكون أساسي للثقافة، والإصلاح يتضمن تهيئة الدعاة ورجال الدين ليكونوا علماء فعلاً: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء..) فاطر 28، فالعالِم ليس بحفظه للنص, بل باتساع معرفته وثقافته بالدين والدنيا, ويتم ذلك بالتحول التدريجي من الاعتماد على النقل للاعتماد على العقل . 
لذلك فطريق الإصلاح يحتاج لأجيال لإصلاح ثقافة المجتمع، وعندما ندرك أن مشكلتنا بدأت من تغييب العقل والمنطق والموضوعية، وعندما ندرك أن العدو الأول للإسلام هو الفهم غير الصحيح للإسلام، نكون قد بدأنا الخطوة الأولى باتجاه إصلاح الفكر الديني.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز