عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
جزيرة الخيانة

جزيرة الخيانة

بقلم : د. محمد فاروق

ما يحدث الآن من بعض التيارات اليسارية المتطرفة أصحاب النداء الأصفر " يسقط حكم العسكر " يبتعد تماماً عن نقد سلبيات أو سياسات القادة " كما يحلو لهم دائماً ويدَّعون بأنهم محبون للجيش المصري ، كارهين للرموز بوصفهم طامعين في الحكم بحد زعمهم   ، لطالما كانت هذه المُواربة مدخلاً يستحلون به إلصاق كل نقيصة بهاذ الجيش العظيم ، والحقيقة أنهم يبحثون عن كسر الجيش المصري تماماً ، والحقيقة الثانية والثابتة أن الجيوش في علوم الوطنية كالعقائد في الديانات السماوية ، والإيمان بها والخوف عليها يأتي من الفطرة الوطنية السويَّة ، والأمر فيه ليس خياراً ، وما بيننا وبين هؤلاء ليس خلافاً ، إنما هو اختلافاً نهائياً ينعكس على بقية المحاور ، فمن يختلف على الجيش لا يؤخذ منه ولا يُرد على أي منحى آخر ، وهو في معيار الوطن من السفهاء .



ما خرجت به قناة الجزيرة العميلة من محاولات مستمرة لتشويه الجيش المصري لا ينفصل أبداً عن أجندة  " بعض " التيارات اليسارية التي تطرفت وخرجت من عباءة اليسار المصري الأصيل منذ القِدم ، والذي كان يُمثل رموزاً نفخر بها حتى الآن ، إلا أن الأحداث الجارية على مدار العِقد الماضي والحالي كانت معنيَّة بخلق جيل جديد بلا هويَّة وطنية أو وازع قومي ، وكانت قناة الجزيرة أحد أول وأهم هذه الأذرع الشيطانية التي تبُث سمومها من أحد معاقل الخيانة والعمالة فيما يُسمى بدولة قطر !

حديث هذه الأجندة العميلة  في باب الحقوق والحريات هو الوسيلة الوحيدة عندهم للخوض في الجيش المصري ، فمن هذا الباب يرفضون المحاكمات العسكرية ويتاجرون بها لوصف الجيش المصري بالفاشية العسكرية ، وأيضاً عن طريق نفس الباب يحاولون كشف ميزانية الجيش بالتفصيل ، وعليه تنكشف تفاصيل أخرى خاصه بالتسليح والقدرة العسكرية وخلافه ، وفي هذا يجتمعون مع التيارات الإرهابية المتأسلمة وتيار الاشتراكيين الثوريين في نفس الغرض ، لخلق جيش من المرتزقة لا انتماء له ولا ولاء إلا لأجندات بعينها ، يبحثون عن كسر وحدة الجيش المصري لتخلق مساحة من اللا وطنية تزداد يوماً بعد يوم حتى يصل هذا العملاق العالمي الكبير " الجيش المصري " إلى مجرد عدد أجوف وخالي من الوازع الوطني والرسالة السامية التي طالما حافظ على وحدته من خلالها

وتارةً تجد هذه القناة الخائنة " الجزيرة " تبتكر في صبيحة كل يوم قضايا وملفات تطرحها لمحاولة حلحلة التماسك القائم بين الشعب وجيشه ، تُشيع بيننا الفُرقة بِذكر معاشات ورواتب العسكريين ، في محاولة لتصوير العسكريين بأنهم سارقي مُقدرات الوطن على حساب الشعب المقهور ! تحاول خلق حالة من الفصل بين الجنود والضباط والمراتب الرفيعة في الجيش في أنفسنا لترسيخ مفهوم قذر ، وكأننا نعيش في دولة الطواغيت العسكريين ، وكأن الجنود مجرد " خَدَم " لكبار القادة ! .. ملامح شيطانية استطاعت بها هذه الدولة العميلة وهذه القناة الشيطانية أن تهدم جيوشاً بأكملها ، في ليبيا والعراق واليمن ، و في سوريا الصامدة حتى الآن ! 

تحدثوا في فترة سابقة عن كون التجنيد الإجباري في مصر " ضد الحريات ، ويدخل ضمن قهر الشعب المصري واستنزاف طاقته لخدمة كبار العسكريين الفاشيين بحد زعمهم " ! وكأنهم أبعد ما يكون عن استشهاد اللواءات العسكريين أو الشُرَطِيين أو أبنائهم ! وكأن التجنيد الإجباري أصبح مثل الضرائب الباهظة ، وكأن التجنيد الإجباري أصبح " إتاوة " يفرضها الحاكم العسكري على المساكين ! يأتي ذلك في أعقاب استشهاد الجنود والضباط وسط مآتم وأحزان لأمهات وآباء الشهداء ، فلو أن هذا الشعب لا يمتلك من الحب والوطنية لمصر ما قد يفيض على حبه " لضناهُ وفلذة كبده " .. بالطبع سيؤثر فيه مثل هذا المخطط الشيطاني ، ثم يرى ذلك التأثير البعض الآخر الذي يُقبل أولاده على سن التجنيد ، فتبدأ حالة الكراهية لهذه السُنَّة الوطنية ، ورويداً رويداً تنتقل حالة الكراهية إلى استنفار ربما ثوري ، ثم نذهب إلى المجهول في هذا الملف ! ...

لكنها مصر ، ولكنه شعب مصر ، والعجب العُجاب أن تظن هذه الدولة الخائنة للعرب ، وهذه القناة العميلة لمخابرات متعددة " أن شوكة الجيش المصري ، وأن رباطة جأش الشعب المصري ، وأن مكونات هذا الشعب وذاك الجيش تستعصي على الحلحلة ، تستعصي ابتداءً على المحاولة ، لكنهم يحاولون ، وستظل المحاولات قائمة ، لكنها بحسب ناموس الكون المصري المتفرد ستفشل كل الفشل في كل مرة .

 المدهش والذي يدعو للسخرية أن هذه القناة والمتابعين لها من فصيل " الخراف " يتحدثون من منطلق عروبي وطني ديني ، ففي كل ادعاءاتهم الكاذبة للجيش المصري ينطلقون من أكاذيب تحمل في طياتها رفع الظلم عن الجنود المساكين باعتبارهم " سُخرة " في أيدي الرموز العسكريين ، باعتبار أنه استعباد جاء تحريمه في الكتب السماوية ، باعتبار الجيش المصري خائن للعروبة ويعمل لحساب أجندات صهيوأمريكية كما يحاولون جادين أن يُرَوِّجوا لهذه الفكرة البلهاء ! والمضحك أنهم في دولة تستضيف أكبر القواعد الأمريكية في المنطقة ، والمضحك أيضاً أنهم أنفقوا على عقود الحماية الأمريكية لهم ما يتعدى مائة مليار دولار في سنوات لا يتعدى عددها أصابع اليد ! والمضحك ثالثاً أنهم يكذبون ويُشيعون الفاحشة عمداً مع سبق الإصرار والترصد ، وكأنهم لم يقرأوا آيات الله البينات " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "  فأين العروبة ، وأين الدين ؟ وأين الوطنية ؟!  

ينفقون ملياراتهم على قاعدة عسكرية تتحكم وتراقب وتنقل كل أسرار العرب ! بينما ينتقدون مصر ويصفون رجالها العسكريين بالمُرتشين إذا ما أبرمت مصر صفقة تسليح لا تتجاوز قيمتها المليار الواحد ، يبدؤون وقتها بإشاعة أخبار عمولات العسكريين التي تتم في الخفاء ، وكأن صفقة التسليح هذه أو تلك " أُبرمت بغرض السرقة والفساد والعمولات " !

لم يفلح كل ما جاء أعلاه ، فهل سئِمَت هذه القناة العميلة من ترويج الإشاعات التي لا تنال من وحدة الجيش وشعبه ؟ أو الشعب وجيشه ؟ .. أبداً ، هي مستمرة طالما هناك أموال تُصرف بغرض تدمير المنطقة ، هي مستمرة طالما أن لدينا تيار يساري قذر وجاهل ومتخلف يستمع للأكاذيب ويرددها بعد أن يستسيغ تصديقها ، ثم يساعد هذه القناة العميلة في ترويج الشائعة عمداً أو جهلاً !

نشرت " جزيرة الشيطان " فيديو لعمليات قتل لبعض الأشخاص ، يظهر فيها بعض رجالها يرتدون زيَّاً مشابهاً لملابس الجيش المصري " أو ملابس معظم الجيوش العربية ، البدلة المُموهة " التي لا يستطيع الكائن اليساري التمييز بينها وبين غيرها باختلافاتها الطفيفة ، وبالفيديو تستطيع أن تستخدم عقلك " إذا كانوا يمتلكون عقلاً بالأصل " للتمييز ما بين اللقطات الحقيقية والمُصطنعة !

دعونا نفترض أن هذا الفيديو حقيقي " وإن كانت تلك هي أمنية الشعب المصري بالقعل " ... دعونا نفترض أن الجيش المصري قرر أن يقتل الإرهابيين " أو المدنيين العُزَّل بحد زعمهم " .. فلماذا يسمح بالتصوير عبر الموبايلات والتقاط بعض الدقائق التي تُودي به إلى المسائلة العالمية ؟! .... يستطيع المتحدث العسكري أن ينشر صوراً كما جرت العادة لهؤلاء القتلى تحت عنوان " مجهودات الجيش في الحرب على الإرهاب " إذا كان باحثاً عن الفخر أو إظهار مجهودات أفراده  ! ... يا سادة الجيش المصري حتى الآن لم ينقل فيديو واحد لمعركة جبل الحلال  ! لم ينشر فيديو واحد لاعترافات المقبوض عليهم في الشهور الماضية ! فلماذا يقوم بتصوير واقعة تُدينه عالمياً بارتكاب جرائم حرب ؟!

وإذا افترضنا جدلاً أن هناك جندي " خائن ، له ميول متطرفة أو إخونية  " وقام بتصوير الحادثة ونشرها  لفضح الجيش المصري ، فكيف نجد أكثر من موبايل يؤدي خدمة التصوير المجانية للجريمة " التي لا يعتبرها الشعب المصري جريمة بالأصل " ؟ .. إذن هناك أكثر من شخص خائن ؟! وهناك آخرين كانوا ينظرون إلى كاميرا الموبايل لإظهار وجوههم ، إذن ليس المصورون فقط من فصيلة الخونة ، الجميع على علم بما يحدث من تصوير للحادثة ! .. الأغرب أن الذي قام بالتصوير " سجل الوقائع واستجواب بعض الأشخاص قبل قتلهم " !!! أي أنه يقوم بعملية التصوير عن قُرب ، ليس في الخفاء يا سادة ، أي أن الفريق الموجود بُرمته يعلم مجريات الأمور من تصوير وخلافه ! فهل اختارت القوات المسلحة المصرية عناصر من كتيبة الخونة بشكل كامل للقيام بهذه العملية ؟!

أمر مضحك عزيزي القارئ ؟

ربما كان الأمر مضحكاً ، لكنها الكوميديا السوداء حينما تكتشف أن اليساريين " أو بعض اليساريين من الجيل الحالي " يفتقدون ويفتقرون إلى كل مفهوم وطني ، عُراة من ثوب الانتماء ، أُضحوكة وعرائس متحركة في أيادي أصحاب الشائعات ! وسيظلون هكذا ، سيظلون هكذا لأن الوازع الوطني والإيمان بالجيش المصري وحبه حِكراً على الوطنيين وفقط .  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز