عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ولا نكفِّرُ مسلما بذنبٍ
بقلم
علاء شبل

ولا نكفِّرُ مسلما بذنبٍ

بقلم : علاء شبل

إنها يا سادة عقيدة أهل السنة والجماعة أنه لا يُكفرمسلم بذنب ارتكبه مالم يستحل هذا الذنب وأجمع السلف والخلف على أن الحكم بإسلام المرء يكون بالشهادتين ويكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما حضرت عمه أبا طالب الوفاة جلس عند رأسه وقال له ياعم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله وعندما أبى ومات على كفره دون نطق الشهادتين حزن الرسول حزنا شديدا لموت عمه على الكفر وقال قولته الشهيرة ( أما والله لأستغفرنّ لك ما لم انه عن ذلك) فأنزل الله عز وجل قوله تعالى( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) التوبة ١٣.



ومع هذا فقد واسى رب العزة رسوله وترفق بنبيه عندما أنزل عليه قوله تعالى ( إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء )القصص٥١
فمن يا سادة حبيب النبي المشار اليه في الآية إنه عمه الكافر أبو طالب فلم يلعنه ربه احتراما لمشاعر نبيه ولكنه نسب له حب عمه الكافر الذي كان النبي يتمنى إسلامه وهو ماعبر عنه الصديق ابو بكر بعد سنوات عندما هنأه المصطفى بإسلام والده إبي قحافة فكان الصديق يقول وددت أن أبا طالب هو من أسلم لأني أعلم أن ذلك كان سيسعد رسول الله !

وتعالوا نعجب معا ونرد على من جعل المعصية تحل دم المسلم بتركه فريضة ومن بينها بالطبع المبايعة المزعومة لأمراء السوء والجهالة ونذكر أن صحابيا شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة مع أنه لم يسجد لله سجدة واحدة إنه عمرو بن ثابت الأصيرم وكان من بني الأشهل وأبى أن يسلم عندما عرض عليه سعد بن معاذ الإسلام وشاء الله أن يشرح صدره للإسلام يوم أحد فاستل سيفه وحارب في صفوف المسلمين فسأله قومه أحدبا على قومك أم رغبة في الإسلام فقال بل رغبة في الإسلام وأنا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وقاتل فقتل من توه فقصوا على رسول الله قصته فقال أروني إياه فلما رآه قال هو من أهل الجنة ! فكان أبو هريرة يتندر به بين الصحابة ويقول أيكم يدلني على رجل دخل الجنة ولم يصل لله قط .

وفي جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي الجزء الأول ص٢٢٦ الحديث الثامن عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله) رواه البخاري ومسلم وتفرد البخاري بقوله ( إلابحق الإسلام ).

وعند البخاري عن أنس عن النبي عليه السلام( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فإن شهدوا وصلوا صلاتنا واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها).

ولمن  لا يعرف فإن رسول الله لم يكن يشترط على من جاء مسلما أن يلتزم الصلاة والزكاة بل روي عنه أنه قبل من قوم الإسلام مع اشتراطهم ألا يزكوا ففي مسند الإمام أحمد عن جابر قال: اشترطت ثقيف على رسول الله ألا صدقة عليهم ولا جهاد فقبل وقال ( سيتصدقون ويجاهدون) .

وفيه أيضا عن نصر بن عاصم الليثي عن رجل منهم أنه أتى النبي فأسلم على ألا يصلي إلا صلاتين فقبل منه عليه السلام ولذلك قال الإمام أحمد ( يصح الإسلام على الشرط الفاسد ثم يلزم بشرائع الإسلام كلها ) .

ومن العجيب ما قد يغفل عنه الكثيرون ممن أضلهم شيطانهم واتبعوا أهواءهم مارواه حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته وكان ردئا للإسلام غيّره إلى ما شاء الله فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى بالسيف على جاره ورماه بالشرك قال قلت يانبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أم الرامي قال بل الرامي) رواه البخاري في الكبير ٢٩٠٧وصححه الألباني في الصحيحة ٣٢٠١ 

سبحان الله وكأن رسول الله يخاطب شيوخ الفتنة في عصرنا هذا ولوشئنا لسميناهم بأسمائهم ولكننا نتركهم لربنا ونتمسك بأخلاقنا التي نستقيها من تعاليم إسلمنا العظيمة السمحة ولنا عودة واسلمي يا مصر.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز