عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ولا نُكفِّرُ مسلما بذنبٍ"٢"
بقلم
علاء شبل

ولا نُكفِّرُ مسلما بذنبٍ"٢"

بقلم : علاء شبل
 مازلنا مع عقيدة أهل السنة والجماعة التي لا تكفر مسلما بمعصية مالم يستحلها ونواصل الاستدلال على تلك العقيدة ناصعة البياض فنؤكد أنه لو كان  المسلم يكفر  بمعصية يرتكبها ما أوجب الله ورسوله الكريم عقوبة القطع على السارق والرجم على الزاني المحصن إذ لو كانت المعصية تكفر لحكم عليهم بالقتل ردة لا حدا ولعل التكفيريين لم يقرأوا وهم بالفعل لايقرأون وإنما يُقرأُ لهم بل ولا سمح لهم بالقراءة مطلقا فالفكر والتدبر ممنوع عندهم ولو كانت عقولهم بها بصيص من نور لاكتفوا بحديث أبي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( أتاني جبريل فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق فكررها أبو زر فقال له النبي في الثالثة رغم أنف أبي ذر )رواه مسلم
٩٤
بل أين هؤلاء المعطلة عقولهم من قوله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء) النساء٤٨وكل معصية هي مادون ذلك 
وقوله تعالى في الآية السابعة من سورة الحجرات ( ولكن الله حبب اليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان ) ففرق بين الكفر من ناحية وبين الفسوق والعصيان من ناحية أخرى 
وفي كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة قال أبو زرعة ( ولا نكفر أهل القبلة بذنوبهم ونكل أسرارهم إلى الله وقد سئل ابن عبد الله التستري : متى يعلم الرحل أنه على السنة والجماعة قال: إذا عرف من نفسه عدة خصال وهي ألا 
يترك الجماعة ولا يسب أصحاب رسول الله ولا يخرج على هذه الأمة بالسيف ولا يكذب بالقدر ولا يماري في الدين ولا يترك الصلاة على من يموت من أهل القبلة بالذنب ولا يترك المسح على الخفين ولا يترك الجماعة خلف كل والٍ جار أو عدل 
وعن ثابت بن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حلف بملة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال ومن قتل نفسه بشئ عذب به في نار جهنم ولعن المؤمن كقتله ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله) رواه البخاري ٦١٠٥
وعن أبي ذر أنه سمع رسول الله يقول ...ومن دعا رجلا بالكفر  أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه ) رواه مسلم برقم ٦١ 
وقال الحافظ نقلا عن الغزالي في كتابه التفرقة بين الإيمان والزندقة ( والذي ينبغي الاحتراز من التكفير ما وجد إليه سبيلا فإن استباحة دماء المسلمين المصلين المقرين بالتوحيد خطأ والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم مسلم واحد
وتكمن خطورة تكفير الأشخاص وهو ما يطلق  عليه الفقهاء تكفير المعين عدة أمور شرعيك خطيرة فإنه إذا ثبت كفره فإن زوجه لا يحل لها البقاء معه ويجب  التفريق بينهما لأن المسلمة لا يصح أن تتزوج كافرا أو تظل على ذمته إن طرأ الكفر عليه بالإجماع المتيقن وأولاده يخرجون من تحت سلطانه ويفقد حق الولاية والنصرة من المجتمع الإسلامي ويُقاطع ويفرض عليه حصار أدبي وينبغي  محاكمته أمام القضاء الإسلامي لينفذ فيه حكم المرتد بعد أن يستتاب وتزال من ذهنه الشبهات وتقام عليه الحجة وإذا مات لا تجري  عليه أحكام المسلمين فلا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مدافن المسلمين ولا يورث ولا يرث إذا مات مورث له فهذه خطورة التكفير التي لا يدركها كثير من فاقدي الرشد والعقل 
بل إن العلماء ذهبوا في إثبات الإيمان لأبعد من هذا فقبلوا الإسلام بالكناية دون تصريح محتجين بحديث البخاري عن ابن عمر أنه قال  ( بعث النبي عليه السلام خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون : صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ودفع إلى كل رجل منّا أسيره حتى إذا كان  يوما أمر خالد أن يقتل كل رجل أسيره فقلت : والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي فذكرنا له الأمر فرفع النبي يده وقال( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين ) رواه البخاري ٤٣٣٩
ونود هنا أن نسوق قولا عظيما لسعد بن عبادة عندما قال له رجل :ألم يقل الله ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ) البقرة ١٩٣
فقال سعد قد قاتلنا حتى لا تكون فتنة وأنت وأصحابك تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ) شرح النووي ١٠٧/٢
وللحديث بقية إن شاء الله ولنا عودة واسلمي يا مصر 
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز