ألفت سعد
المسئوليات المتراكمة للفساد فى المحميات
بقلم : ألفت سعد
أحدث الاستجواب الذى تقدمت به النائبة شيرين فراج بالبرلمان ضد وزير البيئة حول المحميات فى مصر ضجة كبيرة صاحبها الإجراء الذى تم اتخاذه ضدها بمنع خروجها من محمية الغابة المتحجرة لتتزايد كرة اللهب فى وجه المسئولين فى وزارة البيئة و بالتحديد فى وجه الوزير خالد فهمى فالاستجواب يضم فى مضمونه اتهام وزير البيئة بمخالفة الدستور و القانون و اهدار المال العام و اقتطاع اجزاء من بعض المحميات لصالح القطاع الخاص خاصة محمية الغابة المتحجرة و وادى دجلة
و سانت كاترين .
الحقيقة ان المحميات الطبيعية فى مصر خاصة القريبة من العمران يتم منذ زمن إما التعدى عليها أو اقتطاع اجزاء منها لإقامة الطرق بيد الحكومة نفسها و من عدة سنوات قمت بنفسى بإجراء تحقيق حول التعديات على محمية وادى دجلة و الغابة المتحجرة و ذلك بإلقاء مخلفات القاهرة فيها و منها مخلفات البناء او اقتطاع احجار نادرة و عشرات الكيلومترات التى استولت هيئة الطرق و الكبارى لبناء طريق جديد للعين السخنة هذا بخلاف وقائع الفساد فى اتاحة بيع الأحجار النادرة و كل ذلك تم تسجيله بالصور على صفحات روزاليوسف .
إذن المسئولية لا تقع على وزير البيئة وحده بل على الحكومات المتعاقبة فى عهد الرئيس الأسبق مبارك التى بادرت قبل المواطنين بالتعدى على المحميات الطبيعية فالأمر يحتاج فتح ملف المحميات من جديد فهناك محميات و مناطق تستلزم الاستفادة منها بمفهوم التنمية المستدامة بحيث يكون الاستثمار البشرى عائد بالنفع على المحميات مثل التى فى شرم الشيخ و نبق و جزر اسوان و بحيرة قارون و وادى الريان و فى نفس الوقت يستفيد القطاع الخاص و ذلك تحت رقابة صارمة من الجهات التنفيذية و المنظمات المدنية المعنية بالبيئة و على الجانب الآخر هناك محميات مثل وادى دجلة و الغابة المتحجرة يتم الاعتداء عليهاوسرقتها و طمس طبيعتها النادرة .
فليكن هذا الاستجواب فرصة حقيقة لوضع منهج و خطة محددة لحماية ما تبقى من المحميات الطبيعية المهدرة