عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حياتك من اختيارك

حياتك من اختيارك

بقلم : د. أحمد عيسي عبدالله

الكثير من الشباب تركوا تخصصات تهواها قلوبهم، ليدرسوا ماتهواه قلوب أهاليهم، وكثير من البنات يتزوجن فقط خوفاً من نظرة المجتمع التي تفرض عليهن الزواج في عمر معين.. بل هناك الكثير من الشخصيات التي تحلم بحياة تختلف عن حياة واقعهم الذي يعيشونه..



 وكم من قلوب نراها تتحطم عندما ترى من يحقق ما يحلم به ، بينما هذه القلوب لا تزال تعيش مُجرد حلم.. ربما بسبب الكثير من العوائق.. عندها تفقد هذه القلوب جزءاً كبيراً من كيانها ، جزء من الروح ، جزء من الإحساس بالحياة ، ثم تعود بالإستمرار ، ثم يعيقها حادث آخر ، إلى إن تأتي الضربة القاضية ، الضربة التي تنهي واقعها ، و تجعل سماء أحلامها وتخيلاتها تنهار، فلا تستطيع التفرقة بين ليلٍ أو نهار ، ربما لم يحدث هذا فعليًا ، ولكن هذا بالضبط ما تشعر به الروح التى أوشكت أن تصل إلى حد الاختناق ..

في هذا الوقت قد تتغير نظرتك لكل شئ ، و للحياة من حولك ، و لكن هنا تكمن اللحظة الحاسمة ، لحظة الإختيار الفيصلية ، و القرار المصيري ..

إما الإستمرار في الإنهيار والمشي نحو حافة الرحيل ، بإنعزالك عن كل ما حولك ، وإنفصالك عن الواقع ، مع المزيد من الغوص في بئر آلامك الذي ليس له قرار ، واستحضار كل الفواجع ، حتى تثبت لنفسك بعدم جدوى هذه الحياة التي تراها مجرد رحلةً من الشقاء و العناء .. وإما أن تجعل هذه اللحظة هي بداية النور الذي ينير لك عتمة واقعك، نور تستشعره يولد في أعماقك ينير غياهب عقلك المظلمة ، و رؤية حقائق ما كنت لتدركها في غمرة إنفعالاتك ..

وفى الحالة الثانية يعود قلبك للنبض من جديد وتعلم أن ما مر بك لم يكن إلا ليزيدك قوةً وصلابة .. فالله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها ..

قرارك من يحكم ..إما الإستسلام والخنوع ، أو البحث عن أمل تولد معه الحياة من جديد ..

حياتك من اختيارك ، فإما أن تفيق وإما أن تستمر في الضيق .. أنت السبب .. فاختر لنفسك.

لقد ضيعنا سنوات من حياتنا بالاستماع إلى الآخرين، وتجاهل الصوت الذي يصرخ بداخلنا.. ويقول لنا أنه يريد شيئاً مختلفاً عما نفعله الآن، وأصبحت قلوبنا رمادية بعد أن حرمناها أحلامها، وأصبحت عقولنا عاطلة، لأنها تعودت على تلقي الأوامر من الآخرين.

لدينا روح واحدة ، وحياة واحدة فقط.. وتاريخ بداية يُسمى بتاريخ الميلاد، وتاريخ نهاية مجهول سُيفاجئنا بدون أي مقدمات.. فابدأ بمراجعة حساباتك، وتصفية كل الأسباب والأعذار والمعوقات التي تحاول الوقوف في طريقك.. لتعيش حياتك التي تريدها لنفسك..

واعلم أنه من أكبر وأفدح الأخطاء التي يرتكبها الإنسان في حق نفسه عندما يواجه مواقف توجب عليه أن يقول فيها "لا".. ولكنه يقول "نعم"..

ابدأ بأن تقول "لا" لكل من يفرض عليك أفكاراً لا تناسبك..

 فالأفكار كالملابس.. وكل عقل له قياس خاص يناسبه، ولا يجب عليك أن تجعل أحداً يفرض عليك فكرة لا تناسبك...

تذكر دائماً أن حياتك هي اختيارك، وأنت المسؤول عن كل الأشياء الجيدة أو السيئة التي تعملها.. فأغلق أذنيك عن الأصوات الخارجية، وأبدأ بالإنصات إلى صوت قلبك الذي تجاهلته كثيراً.

 

*استشارى ادارة الموارد البشرية

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز