عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أسبوع عمارة

أسبوع عمارة

بقلم : طارق العكاري

شرفت بحضور حفل ختام أسبوع قسم عمارة بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية منذ عدة أيام وتجرعت مئات اللترات من الطاقة الإيجابية والتفاؤل بجيل جديد من الطلبة. لم أكن أتصور أن العلاقة بين الأساتذة والمعيدين والطلبة بهذا القدر من التقارب الفكري والسني، ولم أكن أتصور أنه يوجد كلية حكومية بمصر تحتوي على تلك العلاقات الوطيدة بين الأساتذة والطلبة. والسبب في ذلك هو أن متوسط عمر الأساتذة والمعيدين في الثلاثينات والأربعينات وهم من يشرفون على الأنشطة والحفلة بشكل عام والتي احتوت على باند موسيقي وشعر وغناء من طلبة الدفعات المختلفة، والألطف أنها احتوت أيضاً على فيديوهات مسجلة للطلبة و الأساتذة والمعيدين مليئة بالفكاهة والأفشات المضحكة والتي تعبر عن علاقة مستقرة ووطيدة ومُفجرة للطاقات الإبداعية غير منفرة. فالترابط بين الدفعات والتنافس في العروض والإبداع والتجديد كانوا هم المحددات الرئيسة لهذا اليوم.



من بداية الحفل كانا مذيعي الربط غير تقليدين. فهما شاب وفتاة يقدمون ربط الفقرات عن طريق حديث بينهم غير تقليدي. أما بالنسبة للملابس فهي غير تقليدية أيضاً للجميع. وفي وسط كل هذا الإبداع نجد رئيس القسم المحترم يجلس باسماً فخوراً بما يفعله أولاده من الطلبة.

كان من المفترض ألا أعجب من مثل هذه الروح خاصة بعد أن علمت أن عميد الكلية في أواخر الأربعينيات، وهو من قام بعد توليه المنصب بحملة نظافة للمبنى وفناء الكلية وقام بكنس الأرض بنفسه باعثاً رسالة تأكيد للطلبة أن العالم ليس فقط علماً وإنما أخلاقاً تساهم في خدمة المجتمع.

إن مفتاح النجاح هنا هو تواصل الأجيال وتقارب الأعمار وعدم وجود فجوات عمرية تحول دون تدارك آليات التعامل مع الطلبة وعقولهم وإتجاهاتهم وكيفية توظيف قدراتهم وطاقاتهم للوصول إلى أحسن النتائج. فهذا الجيل هو من يصلح للجلوس خلف شاشات الكمبيوتر في الشهر العقاري بدلا من ظلم السيدة الفاضلة أو السيد الفاضل ذو الخمسة وخمسون عاماً الذي يتعامل مع الكمبيوتر بصعوبة بالغة، فأرحموا هذا الجيل الخمسينى المظلوم الذي لم يحصل على حقه من ثورة التكنولوجيا.

الفارق كبير بين تمكين الشباب وحرق الشباب بوضعهم في مناصب إدارية عليا بدون خبرة حقيقية على أرض الواقع. اتركوهم بجانب أجيال قادرة على التواصل معهم أولاً ثم مكنوهم ولا تتركوهم بجوار أجيال توقف الزمن لديهم عن التقدم. إن المجتمع الذي لا يكرّم كبار السن فهو مجتمع جاحد وقاسي فأرحموا هؤلاء الكبار من عمل لايقدرون عليه وإجعلوهم للإستشارات وتوطين الخبرات لدي الأجيال الجديدة. تفائلوا بجيل واعد مفعم بالطاقة الإيجابية، قادر على هدم الجبال وبناء الأوطان. اعملوا على توفير بيئة واسعة الحدود تنطلق فيها طاقاتهم الإيجابية والإبداعية مع الاستمرار في توجيههم بالتواصل معهم من خلال الطريق الذي يؤدي لعقولهم وليس بالتنظير والجلد الذى يجعلهم ناقمين محبطين. أوسعوا لهم الطريق لكي يبدعوا فهم أفضل منا و منكم. كل التحية والتقدير للسادة القائمين على إدارة هذه المُنشأة الشابة "كليه الهندسه جامعه الاسكندريه" والله الموفق لكل من يعمل على رفعه هذا الوطن وسط كل هذه الامواج العاتيه.   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز