عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
القتل الحقيقي

القتل الحقيقي

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

كثيرون منا يخشى من الوحدة ، فلا خلاف على أنها تبدو قاتلة ، مُميتة ، ومُخيفة ، ولكن أليست أرحم كثيرًا من التعايش مع أشخاص يقتلون في أعمارنا كل ثانية دون إدراك منا .



فالوحدة قد تكون صديقة مُخلصة ، يكفي أنها لا تفرض سلبيتها ، أما من يعيش معك ويقتل وحدتك ، ولكنه يقتل معها روحك وأحاسيسك وآمالك ، فهو حقًا قد قتلك .

فهذا هو القتل بمعناه الحقيقي ، فالوحدة قد يقتلها أي نوع من أنواع التسلية ، علاوة على أنها قادرة على مصاحبة الإنسان ، لدرجة أنها قد تتحول إلى جزء منه بعد مرور فترة زمنية معينة ، أما التعايش المدمر ، فهو مفروض ، ولا يمكن التنصل منه ؛ لأنه مشاركة مع أشخاص آخرين ، لهم آراؤهم ، وحقهم في التحكم ، ولو في جزء يسير من حياتنا ، ومن يظن أنه بإمكانه التحرر من هذا القيد وقتما يشاء ، فهو مخطئ .

فأي علاقة تحكمها أطراف أخرى لا يمكن التنصل منها بسهولة ، فمالنا لو كان هؤلاء الأطراف يسيرون روعى في قتل من حولهم قتلاً معنويًا ، ولا يمكن التخلص من تواجدهم ببساطة ، فهنا فقط ، تكون الوحدة أشد إخلاصًا ، وأقرب للروح والقلب ، على الأقل ، هي صديقة مخلصة ، ويمكن التخلص منها بسهولة ويسر لو أردنا ، وكذلك يمكننا استعادتها وقتما نشاء .

يا ليت كل من يشكي من وحدته ، يضع نفسه في موضع من يموت يوميًا ولحظيًا بسبب من حوله ، فأغلب الصراعات النفسية سببها التعايش مع أشخاص يقتلون ذويهم ، دون إدراك منهم ، ولكنه للأسف نوع من أنواع القتل الغير مجرم قانونًا ، بالرغم من أنه في الواقع يُعتبر هو القتل الحقيقي .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز