متى يكون التعليم مشروع قومى ؟

بقلم : كريمة سويدان

رغم كل الإنتقادات التى وًُجِهت لمؤتمر تطوير التعليم فى مصر بالتعاون بين جامعة القاهرة ومؤسسة أخبار اليوم والتى ترجع إلى أن هناك تركة ثقيلة من عدم الثقة بين الحكومة والمواطن المصرى - إلا أن هذا االمؤتمر الذى عُقِد الإسبوع الماضى - قد حمل بعض الحقائق والجريئة خاصة من الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى عندما إعترف بأن ميزانية البحث العلمى فى الإستحقاق الدستورى 28 مليار جنيه فقط ، ولكنه وعد بتخصيص ميزانية خاصة للجامعات لتطبيق البحث العلمى ، كما أنه أوضح أن مساهمات الجامعات الخاصة فى البحث العلمى ضعيفة جداً ، وأن هناك كم كبير من الباحثين وأعضاء هيئات التدريس يعملون فى البحث العلمى ولكنه دون فائدة ، لإنه لا توجد مؤشرات للتنمية والإبتكارات الجديدة بالمقارنة بعدد الباحثين ، أى أنه لا توجد إستراتيجية للدولة أو للجامعات فيما يخص البحث العلم ٠٠٠

كما حاول الدكتور طارق شوقى وزير التعليم والتعليم الفنى - والذى صُدِم بوضع التعليم فى مصر عندما تولى مسئولية هذه الوزارة الصعبة - جاهداً أن يجعل من التعليم متعة للطلاب وأولياء أمورهم عن طريق إزالة الضغوط النفسية عن الطلاب ، وإعترف أن بداية إصلاح التعليم لتحقيق هذا الهدف النبيل هو المعلم إولاً وأخيراً وعاشراً ، كما أن إهتمامه بوضع نظام جديد يحل محل الثانوية العامة سيكون له الأثر الإيجابى على الأسر المصرية ، وأنه معترف أيضاً بأن لتحقيق هذا التطوير لا بد من أن يبدأ ذلك مع الأطفال الذين سيلتحقون بالتعليم فى سبتمبر 2018 حتى لا يحدث خلل فى النظام التعليم ويكون النظام الجديد للقبول فى الجامعات جاهزاً بحلول عام 2020 .. فلو تمكن كل من الوزيرين بتحقيق هذه الأهداف خلال فترة توليهم الوزارتين ، يكونا قد دخلا التاريخ من أوسع أبوابه ، خاصة وأن هناك تفاهم كبير بين الحكومة والوزارات المعنية بالتعليم والبحث العلمى فى مصر ، آملين جميعاْ ألا تنتصر مقاومة البعض للتطوير مرة أخرى كما يحدث دائماً ٠٠

أعتقد أنه من المهم جداً أن يكون هناك إعلان سياسى سيادى يتضمن إلتزام الدولة بإعتبار التعليم هو المشروع القومى رقم واحد فى مصر لهذا العام وللأعوام العشرة القادمة ، مع توفير الموارد المالية اللازمة لتنفيذ هذا المشروع بأسرع ما يمكن ٠٠ وتحيا مصر ٠٠