عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الحب أيضاً له قوانين

الحب أيضاً له قوانين

بقلم : د. أحمد عيسي عبدالله

لو أن هناك منحدراً سكبنا عليه كأساً من الماء ، فقوانين الجاذبية والأواني المستطرقة وسيولة الماء تدعو لانحدار الماء نحو الأسفل ، فلو قلت للماء ملايين المرات اصعد نحو الأعلى لن يصعد ، ولو قلت له: انزل سينزل .. ولكن هل لكلامك أى معنى .. حتى لو نزل الماء فنزوله ليس استجابة لكلامك ، فالمؤكد أنه توجد قواعد وقوانين ثابتة .. وكذلك الحب أيضاً له قوانين وأسباب مثل قانون الجاذبية، ومهما استغرقت من الوقت أن تقول لشخص ما أن يحب فلاناً ، فلن يحبه لمجرد الطلب ، لأن النفوس جبلت على حبّ من يحسن إليها، أما إذا أسأت فلن يحبك من أسأت إليه ولو كنت في أعلى مقام ، ولو كنت أباه .. فكيف إذاً تجعل من حولك يحبونك .. فى المنزل أو العمل أو المجتمعات أو حتى الطريق؟



هناك مجموعة كبيرة من الوسائل والطرق التى تسبب المودة وتوقع المحبة فى النفوس ..ومنها على سبيل المثال وليس الحصر ما يلى فى هذه السطور..

من أسباب ووسائل المحبة:

الابتسامة: كم تتكلف الابتسامة ؟ لا تكلف شيئاً ، بل هي صدقة :(( تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ )) .. يوجد إنسان وجهه طلق وبشوش يتكلم وهو يبتسم ، يتكلم ويظهر وده في كلامه ، هذا شخص محبوب  .. وهذه أول وسيلة .
الهدية : قال أحد الآباء: بعد أن زرت أخى في من أسبوع ، وقدم لابني أكلة يحبها وهدية بسيطة ، عاد للبيت ، وقال لأمه: أحب عمى وأريد زيارته ! ودائماً يضغط على أبيه أن يزور عمه ..

 إن النفوس جبلت على حب من يحسن إليها .. و الهدية محببة ورمزية ، قيمتها في معناها لا في ثمنها ، يقول عليه الصلاة والسلام :  "تَهَادَوْا تَحَابُّوا ".. تهادوا فعل على وزن المشاركة ، تقدم له هدية ويقدم لك هدية ، ليست من طرف واحد ، تقدم له هدية ويقدم لك هدية ، هذا معنى تهادوا فعل مشاركة ، والهدية تصنع المودة ، فأحياناً ينشأ بين الزوج و زوجته مشكلة تحلها الهدية ! حل جذري ، و أحياناً ينشأ مع أخيه مشكلة تحلها هدية أيضاً .

الاهتمام : ماذا يكلفك السؤال ؟ .. لاشئ ، ذهبت إلى عملك فوجدت زميلاً لك حزيناً ، ربما أن حالته الصحية غير طبيعية ، سألته ما به ، بحثت له عن دواء .. أعطيته له ..ماذا فعل اهتمامك بمشاعره؟ أكيد سيزداد رصيد الود بينكما .. الاهتمام له أثر عجيب ..
الخلق الحسن : جعل النبي عليه الصلاة والسلام مقياس الخيرية أخلاقك في البيت ، والدليل:   (( أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا )) ..

والملاحظ أن كثيراً من الناس في بيته دبور وخارج البيت شحرور ، لا يوجد ألطف منه مع رفاقه ، ولا أنعم منه مع زملائه ، ولا أرحم منه فى علاقاته الخارجية ، فإذا دخل البيت تحول إلى وحش كاسر، يضرب ، ويشتم ، كلامه بذيء ،!... دققوا في هذا الحديث: " وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا " ، علامة الخيرية أخلاقك في البيت .

طبعاً في العمل يوجد مراقبة ، وسمعة ، ومصلحة ، ومكانة ، ورغبة فى تأكيد الذات ، وفي النادى والمجتمعات لك أصحاب لك بينهم مكانة تحرص عليها ..

لكن في البيت لا يوجد رقابة ، في البيت أنت فرعون ، لا أحد يردك ، قيل: يا فرعون من فرعنك ؟ قال : لم أجد من يردني ، فالبطولة الحقيقية لك في البيت لا في الطريق ، ولا في العمل ، ولا في النوادى والمجتمعات ..

وتذكر أن نبي هذه الأمة كان فى بيته يلاعب الحسن والحسين ، وهو سيد الخلق وحبيب الحق عليه الصلاة والسلام.

وفي الحياة، ليس هناك أي شيء مضمون 100% ولا حتى العلاقات العاطفية، فإذا كنت تحب حقاً، فستدرك أنك ستسعى لسعادة الطرف الآخر ، وإذا كنت تحب بصدق، فإن عطاءك سينبع من رغبتك في إسعاد من حولك حتى يأتيك المقابل من نفس النوع محبة أكثر ممن حولك.

       .    

  

*استشارى إدارة الموارد البشرية

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز