عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مواجهة الدولة للعشوائيات !!{1}

مواجهة الدولة للعشوائيات !!{1}

بقلم : د. حماد عبدالله

لاشك بأن إنتشار العشوائيات فى "مصر" ووصول عددها إلى أكثر من ألفى منطقة عشوائية ، تختص القاهرة وحدها بعدد (مائة واحد وستون) منطقة عشوائية ،وحسب تقرير البنك الدولى يعيش فى تلك المناطق ما يقرب من 15 مليون نسمة ، حيث وصل سكان القاهرة إلى ما يزيد عن 22 مليون نسمة ويتردد عليها يومياً فوق الأربعة ملايين نسمة .



وإذا كانت هذه الأرقام صحيحة (أقل أو أكثر) فنحن لسنا فى إحتياج لإثبات أن العشوائيات التى إنتشرت فى غيبة من القانون (وتطنيش) المحليات عنها!!.

تدعونا للتمسك بشدة بما إتخذته القيادة السياسية المصرية فور توليها مقاليد شئون البلاد عقب ثورة 30 يونيو 2013 ، وترأس الرئيس "عبد الفتاح السيسى" قيادة الدولة وإعلانه فى برنامجه الإنتخابى بأن العشوائيات تمثل إهدار لكرامة المصريين جميعاً، حيث جاء على لسانه "بأنه من المستحيل أن نقبل أن يعيش بعض إخواننا المصريين فى هذه المناطق وأن نغمض جفوننا لحظة وأن تطمئن ضمائرنا على ما يتم فى هذه المناطق من إسلوب للحياة غير أدمى ، وهذا غير مقبول"، وكانت المبادرة بإنشاء صندوق "تحيا مصر" وتوجه الرئيس إلى الأغنياء ورجال الأعمال ، والمؤسسات الإقتصادية ، بل وأيضاً القوات المسلحة نفسها التى ضخت فى هذا الصندوق حوالى نصف مليار جنيه كدفعة أولى .

كل تلك المواجهات الحاسمة والتى إتخذتها الدولة ممثلة فى الرئيس ، تجعلنا وتدعونا للتمسك بشدة بضرورة خروج "قانون جديد للإدارة المحلية" ، وتدعونا أكثر للتمسك باللامركزية فى الإدارة فى (المحافظات) وتدعونا أكثر لكى ندرس فكرة (إستحداث وزارة للأقاليم الإقتصادية) كوزارة بديلة عن وزارات (الإستثمار والإدارة المحلية والتنمية الإقتصادية والتضامن الإجتماعى ) مجتمعين !!

 

 

كما تدعونا للتمسك بشدة بمبدأ "إعادة صياغة الحياة فى المناطق العشوائية" التى يعاد صياغة الحياة فيها "بطرق علمية" ، واضعين فى إعتبارنا البعد الإجتماعى ، وكذلك المراكز المتخصصة فى الدراسات الإنسانية ، ومراكز البحوث الإجتماعية فى الجامعات المصرية!!

وأعتقد لن يختلف أحد معى فى أن الأثار السلبية لنمو تلك العشوائيات وخاصة فى عاصمة البلاد ، قد أثرت تأثير سلبى مباشر على حياتنا العامة ، فسكان تلك المناطق هم مواطنون يعملون وسط المدينة ووسط العاصمة فى الوزارات والهيئات الحكومية والغير حكومية ، ومن سكان هذه المناطق أيضاً من يعمل فى سلك التدريس بمدارسنا ومعاهدنا وكذلك منهم من شغل مناصب فى الأحياء وفى الأعمال الحرفية والفنية وقيادة السيارات العامة والخاصة وخاصة (الميكروباص)!!

كل هؤلاء المواطنون مهما إختلفت مراكز أعمالهم سواء بدرجة عامل ، أو موظف أو فنى إلى جندى أو حتى البعض منهم من أساتذة الجامعات وغيرهم من فئات المجتمع ،كل حسب "ما تيسر له الحظ" فى إيجاد مسكن فى منطقة لم تنل حظها من التخطيط العمرانى الذى إفتقدناه للأسف طيلة أكثر من ثلاث عقود من الزمن، تفاقمت حتى أنه أصبح القادمون لسوق العمل من تلك المناطق العشوائية أصبحت ولوحظ تصرفاتهم غير منفصلة عن بيئتهم التى يعيشون فيها ، فجائت تصرفاتهم تقريباً كلها تصرفات عشوائية ، فلا تستطيع أن تفصل بين حياة الإنسان وبين بيئته وبين حياته العملية!!

فكل سوء تصرف فى الشارع المصرى ومن سوء تقدير فى المصالح وفى العمل وفى إهمال الموظف لوظيفته وسوء السلوك فى الطريق العام ، "والقبح" حتى فى طريقة (التسول) فى الشارع المصرى وسوء اسلوب قيادتنا للسيارات بجميع أنواعها وعدم إحترامنا لقواعد المرور ، كل شيىء أصبح "قبيح" فى حياتنا فى مدارسنا ، كل تلك المبيقات نابعة من "بيئة العشوائيات" التى يعيش فيها المشارك فى التنمية وفى حركة الحياة اليومية ، وفى كل مناحى الحياة ،فقد إستطاعت العشوائيات أن تدمر مظهر الحضارة فى "مصر" ومازال الملف مفتوح للغد !!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز