عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سوق العمل (والعمالة الأجنبية)!!

سوق العمل (والعمالة الأجنبية)!!

بقلم : د. حماد عبدالله

تعليقاً على مقالى يوم الخميس الماضى فى نفس المساحة تحت عنوان(حجم البطالة كاذب)، إستقبلت مكالمة تليفونية طويلة من الأخ الأستاذ "طاهر صالح"، والمسئول عن هذا الملف بالجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء ، وكان تعليق سيادته عن مفردات العمل فى الجهاز وعن ملف البطالة خاصة .



وأعقب هذا الإتصال تشريفى بإتصال أخر من سيادة اللواء "أبو بكر الجندى" (رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء" ودار حديث عن منهج العمل بالجهاز ودعوتى للمشاهدة والمتابعة وقبلت الدعوة وسوف أكتب عن الزيارة فور إتمامها إن شاء الله ورأيت أن أوضح نفسى أكثر فى مقالى اليوم.

مازالت العمالة الغير مؤهلة والغير مدربة ، والغير جادة فى الحصول على وظيفة ، تتصدر قائمة البطالة فى مصر !!

ومازالت بعض الجهات وخاصة فى القطاع الخاص تعلن عن طلبها لشغل وظائف فنية وتجارية ،وصناعية ،وهندسية ،ولكن دون جدوى للحصول على جزء من البطالة المقنعة فى المحروسة !

وتتجه الأفكار ، والحكومة إلى إنشاء مراكز تدريب ، وتحويل وتأهيل خريجين ، من مسار غير مطلوب فى سوق العمل إلى مسار أخر مؤهل لشغل وظائف نحن فى أشد الإحتياج إليها ، حتى أنه أصبح من الخطر الشديد خلال الأعوام القليلة القادمة أن مشروعات تحت الإنشاء سوف تستعين وتطلب "عمالة أجنبية" رغم أرقام البطالة المعلنة سواء من الحكومة ،أو من المعارضة ، ولعل الإتفاقية التى كانت قد وقعت بين الرئيس الأسبق ( مبارك ) والمستشار الألمانى الأسبق ( كول ) والمعروفة بإسم ( كول- مبارك ) ، والتى تخرج منها حوالى 20 ألف متدرب ، قد أثبتت من وجهة نظر الصناع جدواها .

إلا أن هناك باب لم يطرقة أحد بجدية ولم يتناولة المسئول عن التعليم ،بقدر يوازى حجم أهميتة والطلب عليه ، وهو التعليم الفنى الصناعى خاصة ، والزراعة والتجارة والسكرتارية عامة ..

ولعل تجربة "التعليم الصناعى الإعدادى والثانوى "قد أثبت جدواه فى ستينات القرن الماضى ، وكان تعليماَ منتهى المراحل إلا " للعشر الأوائل" المتفوقين فى كل مرحلة ، للإلتحاق بالمرحلة التى تليها ، ولعل كل مصانع القطاع العام ( سابقاَ ) وقطاع الأعمال العام ( حالياَ ) والقطاع الخاص فى بداياتها ،كانت تقوم على المؤهلين وخريجى المدارس الصناعية ، التى كانت ملء "العين والبصر" ، وكانت من زاوية أخرى هى المكون الأول لأكبر نقابة وأغنى نقابة مهنية فى مصر ، هى ( نقابة التطبيقيين ) ، وكان التعليم الصناعى ، والمدارس التى يلحق بها طلاب التعليم الصناعى ، مدارس تخضع لوزارة التربية والتعليم ويشارك فى الإشراف عليها ، وزارة الصناعة ، وكذلك وزارة الصحة ، وكانت المعونات الفنية التى توجة لها ، معونات على أعلى مستوى ، حيث كان يدرس فيها خبراء من وزارة الصناعة ، ومن شركات القطاع العام وكانت المدارس تزود بأحدث المعدات ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر ، مدرسة القاهرة الثانوية للنسيج بشبرا ، ومدرسة القاهرة الثانوية الصناعية الميكانيكية بشبرا الخيمة ،وعلى مستوى الإعدادى الصناعى ، كانت مدرسة الجيزة الإعدادية الصناعية ، قلعة كبيرة رغم أنها مدرسة إعدادية ، وكذلك مدرسة العباسية ،ومدرسة منيل الروضة الثانوية الصناعية للبنات !!

كل هذه الأسماء كانت تعادل مدرسة الإبراهيمية ومدرسة السعيدية ومدرسة الخديوية  ( فى التعليم العام) !!

تلك مدارس خَرجَتْ "عتاة الفنيين والصناعيين" الذين تعاونوا مع زملائهم خريجى كليات الهندسة "والمعاهد العليا الصناعية" فى دفع عجلة الأنتاج الصناعى فى مصر ، وكانت المدارس الإعدادية الصناعية ، والثانوية الصناعية ،موجهة لخدمة الصناعة فى الوطن ،وكان إهتمام الرئيس "جمال عبد الناصر" شخصياً بهذه المدارس لإقتناعه بأنها المفتاح السرى لنجاح النهضة الصناعية .

هل يمكن إعادة هذه المنظومة فى مصر ؟

نعم يمكن ولكن نحتاج إلى ( إرادة سياسية ) كمقالى بالأمس !!

 

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز