كريمة سويدان
"تنفيذاً لتوجيهات ؟؟" .. عبارة سيئة السمعة
بقلم : كريمة سويدان
من أكثر العبارات التى تسبب لى كثير من الضيق والقلق عندما أسمعها عبارة " تنفيذاً لتوجيهات ٠٠؟؟ فخامة الرئيس ، أو معالى رئيس مجلس الوزراء ، أو الوزير فلان ، أو المحافظ علان ، أو أى مسئول آخر ، وسبب الضيق أن هذه العبارة معناها أنه لا يوجد مسئول على أرض مصر لديه من الشجاعة أو القوة - مهما كان يملك من الأفكار والحلول لمشاكلنا - أن يتخذ قرار أو حتى أن يطبق قانون فى مجال عمله أو إختصاصاته ، لإنه يعتقد دائماً أنه إذا فعل من تلقاء نفسه ما هو من صميم عمله ،إما أن يُقال من منصبه ويُتهم بالضعف وعدم الخبرة ،أو يسوقه هذا المنصب إلى السجن ، وبالتالى فهو دائماً ينتظر تعليمات صريحة من المسئول الذى يرأسه ، والدليل على هذا الكلام ، الغضبة الشديدة التى إنتابت الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حديثه الأخير عن التعديات على أراضى الدولة أثناء إفتتاحه لعدد من المشروعات القومية بصعيد مصر ، وإصداره أوامر حاسمة لكل محافظ ومدير أمن بضرورة مراجعة موقف أراضى وضع اليد وإستعادة جميع الأراضى المنهوبة من الدولة كل فى محافظته ، ومنحهم مهلة إسبوعين فقط لإعداد تقرير كامل عن هذا الموضوع وعرضه عليه شخصياً ، ومن تلك اللحظة والعمل مستمر على قدم وساق ، ليل نهار لإنجاز المطلوب ..
أما عن سبب قلقى من هذه العبارة أنها تشعرنى بأنه ، ورغم ما حدث من ثورات وانتفاضات من الشعب المصرى لتغيير الوضع الذى كان قائماً قبل يناير 2011 ، إلا أننى قلقة من أننا مازلنا نسير بنفس النظام القديم ، وهو فى الغالب محاولة إرضاء المرؤوس لرئيسه وإقناعه دائماً بإنه " كله تمام " ، وحقيقة الأمر أنه لا يوجد أحد يعمل بجد فى هذا البلد سوى السيسى والقوات المسلحة يقلقنى أكثر، وخاصة على مستقبل الأجيال القادمة ، لأن إستمرار السيسى فى رئاسة مصر غير دائمة ، ولكن الدائم هو النظام أو " system " الذى ينبغى أن تسير عليه مصر لسنوات طويلة قادمة مهما تغيرت القيادات أو الحكومات ، فإذا قام كل مسئول فى هذا الوطن بأداء ما عليه بهمة ونشاط وجرأة ، وقبل كل هذا بضمير ، ودون إنتظار تعليمات أو توجيهات من أحد ، سنصبح أحسن دولة فى العالم ٠٠٠ وتحيا مصر ...