عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
احرق (المحروقات) قبل أن تحرقنا!

احرق (المحروقات) قبل أن تحرقنا!

بقلم : جورج أنسي

تزداد الشائعات هذة الأيام عن قيام الحكومة برفع أسعار "المحروقات" والمتعارف عليها لدينا برفع "أسعار البنزين" وذلك خلال الشهور القليلة المقبلة، وهو  ما يثير مخاوف عامة الناس من جراء تأثير هذا الرفع على باقى السلع والخدمات المنقولة بوسائل النقل المختلفة .



وليس خفيًا على أحد أن الإرتفاع الرهيب فى غالبية السلع الغذائية بات صداعًا مزمنًا داخل كل أسرة، مع إنخفاض قيمة الجنية المصرى بعد قرار تعويمه أو تحريره، وهو ما يعنى زيادة مضاعفة فى الأسعار ستحرق البشر تمامًا !

وهنا يثور السؤال المتكرر : اذا كانت الحكومة قد قللت الدعم -من قبل- الذى تقدمه على جميع أنواع المحروقات برفع أسعارها فى الوقت الذى انخفضت فيه أسعار النفط العالمية بصورة لم تحدث من قبل، ومع وجود إكتشافات فى مصر لحقول بترول ستؤثر حتمًا بالإيجاب لصالح الإستهلاك المحلى ، فما الداعى لعدم وجود توضيح محدد من أى مسئول حكومى ينفى أو يؤكد الشائعة مع تقديم تفصيل متكامل لمبررات هذا الرفع والخطوات التى ستتخذ وكيفية تطبيقها ، أما ترك الأمور فى مهب الريح ، فإنه سيثير حفيظة الناس أكثر مما هى مستفزة !

أيضًا، فإن هناك جزئية لن نمل أيضًا من تكرارها كلما طفت على السطح شائعة رفع أسعار المحروقات ، الا وهى "كارت البنزين " الذكى الذى استخرجناه جميعًا قبل سنوات قليلة، على أمل وصول الدعم الى مستحقيه الحقيقيين وتقنين الكميات للمواطنين مما سيعود بالنفع على الطرفين -الدولة والمواطن - بثبات فى الاسعار وتقنين الكميات ورفع الدعم عن غير المستحقين من أصحاب السيارات الفارهة، لكن ما حدث هو تجميد هذا الكارت حتى الآن دون سبب واضح، والأعجب أن المسئولين تجاهلوا إقتراحات بناءة لتوظيف الكارت بصورة فعالة عادلة فى حالة تشغيله(!!) ، وعلى سبيل المثال كان يمكن تحديد الفئات المستفيدة بالدعم وفقًا لنوع السيارة وقوتها (عدد الأحصنة) أو سنة الصنع، وليكن مثلًا أنه بالنسبة للسيارات المنتجه بدءا من عام كذا تخرج مباشرة من الدعم وهكذا...،مع تحديد مبلغ محدد يتم شحن الكارت به لمدة شهر مثلًا من منافذ مختلفة، وبعد إنتهاء هذا المبلغ يتم شراء البنزين خارج السعر المدعم، وهو ما سيجبر المواطنين على تقنين إستخدامهم لسياراتهم اذا ما انتهى رصيدهم ، وفى نفس الوقت تضمن الدولة وصول الدعم لمستحقيه والإستفادة من كارت كلّف خزينة الدولة ملايين الجنيهات وقارب على إنتهاء صلاحيته (الجزء الممغنط منه) ولم يتم الإستفادة به جماهيريًا وحكوميًا !

فيا أيتها الحكومة، إن مهمتك المقبلة هى "حرق المحروقات" قبل أن نكتوى جميعًا بنارها التى ستمتد لجميع السلع وهو أكبر من طاقة البشر الصابرين الكاظمين الغيظ.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز