عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حلمي النمنم

حلمي النمنم

بقلم : د. أماني ألبرت

دائماً ما ينجذب البشر للمناصب وما تمنحه من جاه وسلطة وسيارات فارهة ومكاتب فخمة وأوراق كثيرة مع خطط إستراتيجية. ورغم أن عمله يعتمد أساسًا على الأوراق فهو وزير ثقافة مصر إلا ان هذا الرجل وضع داخله أولوية هي البشر لا الورق. 



فكل كلمة يكتبها وكل زيارة يذهبها كانت وماتزال من أجل البشر. توقعت عند دخولي مكتبة أن أنبهر بمكتب كبير وفخم مملوء بالتحف والنجف المغالى في ثمنه ولكنى صُدمت من مكتب بسيط صغير وكراسى عادية ولوحات فنية تعبر عن أنواع مختلفة من الفنون.

أخذ طابع البساطة المنحى العملي فالمكتب مزدحم بالكتب والأوراق والجرائد الموضوعة بإعتناء.

وهذا أمر منطقي لوزير الثقافة – أقصد كثرة الكتب والأرواق- ولكن حينما تتعامل معه تجده خرج من المكتوب ليكون هو نفسه الرسالة المكتوبة والمقروءة والمسموعة لكل من يقابله.

’’حلمي النمنم‘‘ ابن كل محافظة من محافظات مصر، لديه قصص كثيرة عن كل محافظة وكأنه عاش فيها ونشأ بين أبناءها. وفي الوقت الذي سعى أبناء جيله للسفر خارج مصر اهتم وهو صحفي شاب بزيارة المحافظات من النوبة إلي الاسكندرية.

حدثني عن محافظتى ’’المنيا‘‘ عروس الصعيد بتفاصيلها الدقيقة ومبانيها الجميلة، فشعرت أنه من أبناءها. للرجل قدرة رائعة على التواصل وفي حديثه تشعر أنك تعرفه منذ سنوات طويلة.

وما يجذبك لحديثه هو اتضاعه وبساطته وازالته للحواجز وبعده عن أي تعقيدات وتفصيلات منمكة.

فهو يضع البشر نصب عينيه ويتحرك بشكل عملي لإنجاز مهامه. وبينما يحبذ الكثيرين البقاء في المكاتب المكيفة والصالونات الفاخرة خرج هو لزيارات متعددة خارج العاصمة.

حكي لي عن زيارته الأخيرة للوادى الجديد، طلبوا منه زيارة جمعية أهلية ورغم أنها لم تكن ضمن الجدول الزمنى للزيارة استجاب. وهناك فوجئ بشخص بسيط معه صورة لهما من عام 1987 حينما زار المحافظة!.

نحن نتحدث عن حالة، اتمنى أن تكون هي حالة كل من يخدم المنصب العام، خدمة البشر لا الورق. فالنجاح الحقيقي هو تقديم الخدمات بأمانة وإخلاص مع اهتمام بأصغر الأشخاص واعتبار لأكبرهم.

كلفني عميد الكلية الاستاذ الدكتور محمد زين بتولي مسئولية حفل تخريج الدفعة الأولى لكلية الإعلام، جامعة بني سويف.

فوعدته ووعدت طلابي بحفل يليق بهم وبكليتهم. لم أجد افضل من هذا الإنسان ليكون ضيف شرف الحفل، والغريب أنه لما أرسلت له عبر الواتس أب استئذنه بالاتصال به ليشرفنا بالجامعة، فوجئت به هو من يتصل بي معلنا ترحيبه!! كنت مندهشة ومرتبكة فسألني ’’لماذا؟‘‘ وكان ردي ’’أول مرة يتصل بي وزير في التليفون، هل يمكن أن يحدث هذا؟‘‘ ضحك الرجل وقال ’’ولكن هذا واجبي ولا يمكن أن أتأخر عنه ووقتي ملك المنصب العام، مهم أن نشجع الشباب‘‘.

أذهلتني قدرته على التواصل الإنساني ورقيه وذوقه وبساطته وعمقه وعلمه الغزير، تحدثت مع قيمة وقامة. كل كلمة من كلماته كان لها وزن، حملت معها نفحات من عبقات الماضي وأمل في المستقبل. حلمي النمنم .. في كل مرة تتعامل مع البشر أنت تنقل كنز بداخلك اسمه محبة وتقدير للبشر وهو أقل ما يمكن أن يردوه لك بالمثل.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز