حادث المنيا وهيكلة منظومة مكافحة الإرهاب

بقلم : مصطفى الشهاوى

 قبل ساعات قليلة تفصلنا عن أول أيام شهر رمضان الكريم .. فوجئنا جميعاً بيد الإرهاب الغاشم تغتال أرواح عشرات الأبرياء من المصريين .. فى محاولة من تلك الجماعات المتطرفة إفساد الفرحة على المصريين مسلمين ومسيحيين بإستقبال شهر الخيرات .. ورغم أننى لست من أصحاب نظرية البكاء على اللبن المسكوب .. فلا مجال هنا على إلقاء اللوم عن تقصير جهاز أو وزارة فى عملها فما حدث قد كان .. ولكن يجب علينا إعادة وهيكلة منظومة مكافحة الإرهاب .. ليس بوضع الأكمنة على الطرقات لتعطيل حركة المرور ولكن بتكثيف التحريات وجمع المعلومات التى تساعد فى ضبط الارهابيين قبل قيامهم بالأفعال التخريبية .. وهذا ليس كارتاً أخضر للقبض على هذا أو ذاك من المواطنين الشرفاء .. فيجب أن يتم تكوين فريق من المخبرين السريين فى كل مدينة أو قرية مدعمين بالأجهزة الحديثة والمدربين تدريباً دقيقاً فى جمع ورصد المعلومات الحقيقية عن نشاط أى فرد يشتبه فى انضمامه لتلك الجماعات وأن تكون المعلومات موثقة بالصور ان امكن وبالمحادثات الهاتفية او من خلال تطبيقات التواصل على الانترنت وذلك إنطلاقاً من مبدأ الوقاية خير من العلاج ..هذا على أن يقتصر دور الأكمنة على سرعة التعامل مع الحوادث المرورية و ضبط مايتم الإبلاغ عنه من سيارة تجاوزت السرعة القانونية .. أو سيارة هربت من حادث .. أو سيارة مشتبه فيها .. على أن يتم تدعيم تلك الأكمنة أيضاً بالأفراد والكلاب البوليسية وأجهزة التكنولوجيا الحديثة ووسائل الدفاع اللازمة .. بجانب تلك الأمور الأمنية يجب إعادة النظر فى مايعرف ببيت العائلة الذى لاتظهر اجتماعاته إلا بعد الكوارث الارهابية فيجب أن يتم تفعيل تلك المبادرة ووضع برامج مكثفة لعقد إجتماعات بيت العائلة فى المدارس ومراكز الشباب لفتح الحوار مع الطلاب وتوضيح الحقائق لهم وتنويرهم وتثقيفهم دورياً .. فضلاً عن سرعة تعديل الخطاب الدينى فى المسجد والكنيسة والنظر فى مناهج التربية الدينية الاسلامية و المسيحية فى المدارس لتدعيم روح المحبة والأخاء و الصفاء بين أفراد المجتمع المصرى .. وأعود إلى أخوانى المسيحيين الذين تربيت وسطهم فى حارة أبو الخير بقويسنا وكان والدى رحمه الله موجه لغة عربية وتربية دينية وخطيب مسجد قد غرس فينا صلة الرحم وحسن التعامل مع الجيران مدعماً نصائحه وتوجيهاته لنا ونحن أطفال بماجاء فى القرآن الكريم من آيات منها .. قال الله تعالى: " الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِى أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِى الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" سورة المائدة:5 . ).. و قال الله تعالى: " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» الممتحنة:8. ) قال الله تعالى: " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم " النساء (36 ) فضلاً عن ماجاء فى سنة رسولنا الكريم منها وصية النبى صلى الله عليه وسلم بالذميين خصوصًا أهل مصر وغير ذلك من المواقف الكثيرة التى علمها لنا والدى من سنة نبينا الكريم سواء فى البيع و الشراء أو الرهن أو الوقف .. وعلى هذا نشأنا أسرة واحدة فى حارة أبو الخير مع إخواننا المسيحيين من عائلة المقدس صبحى صليب و أسرة المقدس حبيب رملة .. تربينا على صفات المحبة والمودة التى ورثناها عن الآباء .. نتزاور دائماً ونقف معاً ونقضى مصالحنا متعاونين متحابين فى نموذج مصغر لتقاليد وأعراف منتشرة فى ربوع المحروسة لن يستطيع أحد أن يمزق نسيجنا الواحد مهما كان .. حفظ الله مصرنا الحبيبة من كل مكروه ..

تويتات • إلى أسر شهداء العدوة .. خالص تعازينا فى مصابكم الأليم وندعو للمتوفين بالمغفرة والرحمة وللمصريين جميعاً خالص العزاء .. • إلى وزير الداخلية .. من المؤكد وجود جهود مبذولة من أفراد الشرطة لفرض الأمن والأمان للمواطنين .. ولكن يجب سرعة تدعيم الوزارة بأحدث الأجهزة التكنولوجية وفتح باب التعيين لأفراد مدنيين لسد العجز فى رجال المرور و تخصصات المخبرين السريين والخفراء وزيادة رواتب تلك الفئات وتكثيف الدورات التدريبية لهم كما ذكرت آنفاً .. • إلى المصريين جميعاً .. كل عام وحضراتكم بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات ..