د. حماد عبدالله
تنظيم أعمال الوطن !!
بقلم : د. حماد عبدالله
هذا الوطن الجميل ( مصر ) ، منذ حقبات تاريخية فى صدر العصور القديمة ، وهو يمثل قيمة عظيمة لأبنائه ، وأيضاً للمحيط الإقليمى ، والدولى ، حيث ( مصر ) الوطن ، بجانب ذكرها فى الكتب المقدسة ، التوراة ، والإنجيل ، والقرأن ، كانت دائماً
( مصر ) مهد الحضارة ، ووطن للأنبياء إما بالولادة فيه مثل سيدنا "موسى" عليه لسلام ، وحتى سيدتنا "هاجر" زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء وهى من مصر.
وكذلك مقصد العائلة المقدسة السيدة العذراء مريم وطفلها المسيح (عيسى بن مريم ) ويوسف النجار ، حينما إستقر بهم الركب فى "مصر" ، وفى منطقة المعادى ، حيث زار هذا الموقع أخيراً البابا فرانسيس ( بابا الفاتيكان ) وأقام "قداس عظيم" هناك بجانب أنشطته الدينية ، سواء فى الإستاد الخاص بالقوات الجوية فى القاهرة الجديدة وحضره أكثر من خمسة وثلاثون الف مصرى ، "مسيحى وغير مسيحى" أيضاً .
( مصر الوطن) كانت حاضرة لدى سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم ، حيث تزوج من المصرية المهداه له من "المقوقس العظيم" ملك "مصر" ، وهى سيدتنا ماريا القبطيه ، وأهدت الرسول ولده الوحيد "إبراهيم" ، والذى توفاه الله طفلاً ، وحزن عليه الرسول الكريم حزناً شديداً .
(مصر الوطن ) هى أم "خير أجناد الأرض" كما جاء على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام .
( مصر الوطن ) والذى جاء ذكرها فى الكتاب المقدس ( القرأن الكريم ) أكثر من ثلاثة عشر مرة ، من أشهرها ( إدخلوا مصر أن شاء الله أمنين ) ، لأخوات سيدنا يوسف ، القائم على "خزائن مصر" ، وقصة سيدنا يوسف فى القران الكريم ، تعبر عن عظمة هذا الوطن وأهله ، ولن أستطيع فى مقال واحد أن أزيد عن مصر أو أعطى حقا واجب فى الذكر بمحاسن ومزايا وعظمة هذا الوطن ، ولكن ، كفى أن أطفال العالم فى المراحل الأولى من التعليم يتصفحون فى كتبهم "عظمة مصر" وحضاراتها وحضورها فى التاريخ القديم ، كل تلك الأوصاف وتذكيرى لحضراتكم بها ، يدعونى أن أقول بأن لابد من أن "ننظم أعمال الوطن" ، فى الأجندة السياسية ، والثقافية والسياحية ، وكل ذلك يعتمد على أن نعيد منظومة التعليم فى مصر ، والبحث العلمى ، وإداراة الإقتصاد الوطنى ، بما يجعلنا نتبوأ الأمم مرة أخرى .
وهذا فى مقدورنا دون خلاف ، كلمة واحدة قاطعة ، فاصلة ، "نعم نحن نستطيع" أن ننظم أعمال الوطن ، ونستعيد أمجادنا ، ونضع "مصر الوطن" فى المقام الأول والمكان الذى تستحقه .
كل ذلك لن يتأتى إلا بسواعد وعقول المصريين ، وإخلاصهم فى عملهم ، والإنتهاء عن السلبية ، والإستهتار ، والتضحية بالوقت والجهد ، والمال ، فى سبيل أن نعيد لأنفسنا قيمة هذا "الوطن مصر" .
"تنظيم أعمال الوطن "، يحتاج إلى خارطه للطريق تتقدمه برامج تعتمد على ( فقة الأولويات ) ، حيث البنية التحتية ( أساس للتقدم ) ولكن يتوازى مع ذلك ( الإنتاج ثم الإنتاج ثم الإنتاج ) نريد أن نتتج ملابسنا وملابس غيرنا ، نريد أن نعيد "لصناعة الغزل والنسيج" عظمتها وقوتها وسيطرتها على الإقتصاد العالمى ، وهذا ممكن جداً. ، نريد أن نعيد "الصناعات الزراعية" ، والقائمة على ما ننتجه من محاصيل ، وإدخالها فى منظومة الصناعة الوطنية .
مطلوب أن نعيد "تنظيم العمل فى مصر" بوضع أولويات ، ونختار عدة محاور بعينها لكى يكون التركيز عليها ، ونحدد لها جداول زمنية للتنفيذ لكى نقفز بما خططنا كهدف قومى ، نعمل جميعاً عليه ، ونحاسب أنفسنا يومياً عن مدى إنجازنا ، هذا مانحلم به فى "تنظيم أعمال الوطن "!!