عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
" سبايدر مان " يبتلع طفلاً في بغداد !

" سبايدر مان " يبتلع طفلاً في بغداد !

بقلم : د. طه جزاع

شهد أحد أحياء بغداد الاسبوع الماضي حدثاً مؤلماً قد يكون الأول من نوعه في عموم العراق ، فقد فوجئت أم منكوبة بانتحار طفلها البالغ من العمر 13 عاماً بعد أن طلبت منه مساعدتها في انزال الملابس المنشورة على حبل فوق سطح المنزل ، لكنه بدلاً من ذلك قام باستكمال لعبته الالكترونية  " الرجل العنكبوت   Spider Man "  فتعلق بالحبل ، وألقى نفسه في هوة ، مثلما يحدث في مرحلة من مراحل اللعبة ،  ليسقط على الأرض جثة هامدة !



والطفل المنتحر – ان كان مثل هذا الفعل يُحسب انتحاراً – هو تلميذ في الصف الأول متوسط ، ومن المتفوقين دراسياً ، ولأنه متفوق فقد أختار أن يلعب جزءاً صعباً وخطراً من هذه اللعبة يتطلب تحدياً يمتد لساعات طويلة من أجل " البقاء أبداً " غير ان هذا التحدي بقي مرتسماً في ذهنه وهو على سطح المنزل  ليقوم باستكماله واقعياً ، منزلاً حزناً أبدياً في قلب والده المكلوم وامه المفجوعة ، وأصدقائه وجيرانه ومحبيه ، واسرته وأقربائه ، ومنهم صديق عزيز ، هو الذي أخبرني بهذه الحادثة الأليمة التي يمكن ان تكون جرسُ انذارٍ لبداية ظاهرة جديدة من ظواهر الانتحار المتعددة في مجتمعنا ، هي مايمكن أن نطلق عليه اسم " الانتحار الالكتروني " !

الانتحار بسبب الألعاب الألكترونية ، لم يعد أمراً غريباً ، لكن خطورته تكمن في انتشاره المتوقع في مجتمعاتنا العربية الذي تؤكده هذه الحادثة أو مايشابهها ، اذ نشر أحد الشعراء السعوديين قبل أيام نعياً لأبنة عمه الطفلة خلود 12 عاماً من مدينة الخفجي التي توفيت بسبب لعبة اسمها " الحوت الأزرق " وهي لعبة ألكترونية روسية تقول تقارير صحفية عالمية انها أدت في الستة شهور الأخيرة الى  انتحار 130 طفلاً ومراهقاً في روسيا وحدها ! وترتكز هذه اللعبة على قيام مجموعة من اليافعين بأعمال غريبة تُطلب منهم خلال مدة 50 يوماً ، مثل تقطيع الشخص لنفسه ، أو الاستيقاظ في ساعات غريبة من الليل ، أو الاستماع لأغنية محددة ، ، ألا ان المفاجأة والصدمة – كما يقول أحد خبراء تكنولوجيا المعلومات – وصول اللاعب الى المرحلة الأخيرة في اليوم الخمسين ، حيث تصدر له أوامر بالانتحار يتلقاها المراهق وينفذها من دون شعور أو وعي !  ومما شهدته روسيا مؤخراً ، انتحار الفتاتين يوليا كونستانتينوفا 15 عاماً ، وفيرونيكا فولكوفا 16 عاماً ، بالقاء نفسيهما من مبنيين مختلفين في اليوم الخمسين للعبة " الحوت الأزرق " وتركت الفتاة الأولى رسالة تقول فيها " النهاية " .. أما فيرونيكا فقد كتبت تقول " الاحساس انتهى . النهاية " !

أساتذة علم النفس ، ومنهم الدكتور خضر البارون بجامعة الكويت ، ينصحون أولياء الأمور "  باشراك أبنائهم المراهقين في الحياة الاجتماعية الاسرية وتكليفهم بمهام تعزز الثقة بأنفسهم وتشغل فراغهم ، ومراقبة بعض الأعراض التي قد تظهر على تصرفاتهم ، مثل قضاء الوقت الطويل في اللعب ، ونسيان الأصدقاء ، واضطراب نومهم ، وتخلفهم الدراسي ، وانعزالهم في غرف خاصة أغلب الوقت ، وانشغالهم بأجهزتهم الالكترونية والبرامج التي لا يعرف أولياء الأمور عنها شيئاً " .

وبخلاف ذلك ، فأن الرجل العنكبوت الأميركي ، والحوت الأزرق الروسي ، سيصبحان من أسباب انتحار الاطفال والمراهقين في مجتمعاتنا العربية السعيدة التي لاتعوزها أسباب الانتحار صغاراً .... وكباراً !

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز