عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التعايش

التعايش

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

دائمًا ما يُردد كبار السن جملة : "هنعيش زماننا وزمن غيرنا" ، عندما نطلب منهم أن يستمتعوا بالحياة بكل ما فيها .



ولكن ، تراهم عاشوا بالفعل زمانهم ، هذا هو السؤال ، فنحن لا نعيش زماننا ، والمقصود بكلمة "نعيش" أي نستمتع بكل ما فيه حتى بأحزانه ، وآلامه ، فالتعايش هو القدرة على الدخول في بواطن الشيء لدرجة العمق ، وقراءة ما بداخله بمنتهى الشفافية ، فهذه الكلمة مليئة بالغموض والأفكار ، إذ كيف لنا أن نعرف هل نحن نعيش ونتعايش مع كل دقة من دقات قلوبنا ، وكل دقيقة من دقائق حياتنا ، فهذا ما يُحيرني ، عندما تأتي أزمة وتقصف بالإنسان ، يشعر وكأن حياته قد توقفت ، وكأن اللحظة أو حتى اللحظات الآتية لا قيمة لها ، فهل هذا هو التعايش ، أم أن الأجدر به أن يتوقف عن الحزن ويُدرك أن لكل شيء نهاية ، وأنه لابد له أن يستمتع بحياته ، وبكل لحظة فيها ، ولا يدع مجالاً للحزن لكي يعبث بأيام عمره .

حقًا ، لست أدري ما معنى التعايش ، ولكني أظن أن الحياة هي رحلة قصيرة جدًا ، ولكنها ملأى بالأحداث المتتابعة ، وأغلبها متناقضة ، ولا تكون دائمًا مُرتبة ، ولكنها في النهاية تستغرقنا ، فنتعايش معها بحُلوها ومُرها ، فتارة ضحكة ، وتارة دمعة ، وهناك لحظة حب ، وأخرى منتهى الكره ، وساعة تسامح ، وأخرى انتقام ، أي يوم حلو ويوم مر ، وهكذا حتى ينقضي العمر ، وتنتهي الرحلة ، ويشيب الشعر ، ويتجعد الجلد ، وينحني الظهر ، وتذبل العيون ، وتغيب الذاكرة ، ويهدأ القلب ، وتعود الرغبة من جديد في الاستمتاع بالحياة بدون هموم ، أو مشاكل أو مخاوف ، ولكن نتذكر أن الزمان الذي نحن فيه ليس زماننا ، بل زمن غيرنا ، وهنا يعود التساؤل مرة ثانية ، هل نحن بالفعل عِشنا زماننا ؟!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز