عاجل
الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بنك الأفكار!
بقلم
محمد نجم

بنك الأفكار!

بقلم : محمد نجم

 



سؤال: لو أى أحد موهوب بالفطرة أو بالخبرة أو بالدراسة فى طرح أفكار جديدة قابلة للتنفيذ يعمل إيه؟

قبل محاولة الإجابة عن السؤال السابق ومناسبة طرحه، أشير إلى أننا لدينا فى مصر بنك لدعم التجارة، وآخر للتنمية الصناعية، وثالث لتمويل الزراعة والمزارعين.. هذا بخلاف البنوك العامة، بل لدينا أيضًا بنك للتبرع بالدم، ومؤسسة كبرى لتسجيل الاختراعات الجديدة ومنح أصحابها ما يسمى ببراءة الاختراع.

فلماذا لا يكون لدينا «بنك للأفكار»؟

وما أقترحه.. سبقنى فيه آخرون، ومع ذلك مازال وسيظل الاقتراح مطلبًا مهمًا ليس لمصلحة أصحاب الأفكار الجديدة فقط، إنما هو أيضًا أداة ضرورية لمصلحة البلاد والعباد.

لأن الأفكار كالعصافير.. سرعان ما تطير إلا إذا تحكمت فيها ووضعتها فى إطار التعامل معه وبشكل مقنن ومنظم.

ولأننا فى رمضان.. وصائمون.. فلا مانع من الإعادة.

 بمعنى لو أنت مش حاطط عصافير الزينة فى قفص ومعلقه فى البلكونة.. بالطبع مش هيكون عندك عصافير تطرب بسماع أصواتها وتستمتع بالنظر إلى شكلها والتسلية فى مداعباتها.

كذلك الأفكار الجديدة.. حد فكر.. وآخر قيم الفكرة ولجنة قررت صالحيتها للتطبيق، وبعدها تم تسجيلها وحفظها فى مكان ما (بنك الأفكار).

هنا.. يستطيع أى أحد الحصول على تلك الأفكار، وبما يتناسب مع استعداده الشخصى أو مجال تخصصه وتنفيذها على أرض الواقع بعد الحصول على التمويل المطلوب، ويجوز أن يكون «المنفذ» هو ذاته صاحب الفكرة، ويجوز أيضًا أن يتم التنفيذ من خلال شركة أو مؤسسة، وفى النهاية.. سوف تتحقق المصلحة العامة إذا كان المشروع خدميًا أو إنتاجيًا أو ثقافيًا.

وبمعنى آخر..

الله سبحانه وتعالى يوزع الأرزاق على عباده المخلصين، مثل الموهبة الفطرية فى الغناء أو الموسيقى أو الألعاب الرياضية المختلفة، وأيضًا يمنح البعض القدرة على التفكير الخلاق، ويمنح البعض الآخر القدرة على العمل اليدوى أو الجسدى ويمنح آخرين القدرة على تحويل - مجازًا - التراب إلى ذهب.. بمعنى أنهم «شطار» فى التجارة أو الصناعة أو فى تأدية الخدمات الضرورية والمطلوبة، وهى ما يتم ترجمتها إلى فلوس.. أى مكسب للمشروع سواء كان فرديًا أو فى صورة مصنع أو شركة.

بمعنى اختلاف القدرات والاستعداد الطبيعى لكل منا، فعندنا - فى الصحافة - من لديه قدرة كبيرة فى الحصول على الأخبار الجديدة، وآخر أستاذ فى إجراء الحوارات الصحفية، وثالث أسطى فى التحقيقات الميدانية، ورابع معلم فى كتابة التقارير سواء للنشر أو لأغراض أخرى!

وفى النهاية هذا العمل الجماعى ينتج الصحيفة أو المجلة التى يستمتع بها القارئ وتخدم المجتمع بنشر الثقافة بين أبنائه.

qqq

وهكذا «بنك الأفكار» سوف يجمع ويسجل الأفكار الجيدة القابلة للتطبيق مع حفظ الحقوق الأدبية والمادية لأصحابها، خاصة بعد أن يحصل عليها آخرون ويتمكنون من تحويلها إلى مشروعات خدمية أو منتجة.

لماذا.. لأن بعض الناس تسمع منه أفكارًا ممتازة.. وتحل مشاكل كثيرة أو توفير إنتاج غزير، وعندما نقول له تعالى ننفذه معا يسارع بالاعتذار، حيث لا يمتلك قدرات إدارية أو رغبة أو يبعد عن وجع القلب والتعامل مع جهات تراخيص وتصاريح.. إلخ.

هنا.. لا مانع من شراء الفكرة وتنفيذها بمعرفة متخصصين أو خبراء أو ناس مبادرين لديهم القدرة على تجميع الأفراد والأموال ومدخلات الإنتاج ولوازمه واختيار المكان لبدء النشاط أو المشروع.

المهم فى النهاية أن تتحول الفكرة الجيدة إلى مشروع ملموس على أرض الواقع وبشكل مستمر.

qqq

أقول ذلك بمناسبة ما رأيته وسمعته فى حفل تكريم الشباب الفائز فى مسابقة رواد الأعمال والتى نظمها منتدى البحوث الاقتصادية ومكتب البنك الدولى فى مصر.. حيث اتفقت المؤسستان المنتدى والبنك على إتاحة الفرصة للشباب المصرى للتقدم بحلول مبتكرة لمواجهة بعض المشاكل المجتمعية، وأيضًا تحديات التنمية الاقتصادية، خاصة تحديات خلق وظائف جديدة وتوفير فرص مختلفة للتدريب وبناء القدرات الخاصة.. أى التأهيل العملى لمتطلبات السوق.

وفعلًا استجاب الشباب.. وتم تصفية المتقدمين إلى 100 شاب عرضت أفكارهم ومشروعاتهم على لجنة تحكيم مميزة برئاسة د. هبة حندوسة ود. أسعد علام المدير الإقليمى للبنك الدولى فى مصر، وخبراء آخرون منهم د. نهلة زيتون وسلمى السايح.

ودُعينا أنا وبعض زملائى للحضور بصفتنا أهل خبرة فى الصحافة والاقتصاد.. ورأينا شبابًا زى الورد.. حاجة تفرح.. قدرة فائقة على العرض بشكل سلس ومرتب، وأفكار جيدة بمقارنات دولية.

إيه الأفكار التى عرضت؟..

منها مثلًا.. كيف نقضى على السحابة السوداء وأضرارها الصحية والاقتصادية من خلال تصنيع قش الأرز بإمكانيات بسيطة جدًا.

ومنها أيضًا عمليات تدوير الزبالة والتى تعتبرها بعض البلاد كنوزًا لا يمكن إهمالها أو التعامل معها بالحرق فقط.

وكذلك فكرة تنظيم المرور فى مصر.. وهى مشكلة احتارت البرية فى حلها. المهم كان هناك عشر أفكار ممتازة تقدم بها عشرة من الشباب من الجنسين وهم بترتيب الفوز النهائى إسماعيل ثروت ودينا أحمد ومنى مجدى وعالية بسام وأحمد حسن وآية صبرى وجوزيف مقار وشرين عصام ونهى غازى وشهد عياد.

وبالطبع فاز الخمسة الأوائل بجوائز مالية قيمة وبشهادات تقدير.

وعندما طلب المنظمون منا التعليق على ما سمعناه ورأيناه.. فكانت الإشادة والتشجيع ومناشدة الدولة والمجتمع المدنى بتبنى هذه الأفكار وتحويلها إلى مشروعات خدمية وإنتاجية..

وكذلك اتفق جميع الحضور..

فمن المبادر ونحن فى الشهر الكريم؟..

qqq

حفظ الله مصر وألهم أهلها الرشد والصواب

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز