عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عندنا شغل ..لكن !!

عندنا شغل ..لكن !!

بقلم : جورج أنسي

لم أفهم التصريح الذى أدلت به سيادة وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج ..السفيرة نبيلة مكرم ، فى أعقاب قرار مصر قطع علاقاتها الدبلوماسية بدولة قطر أمس ، فقد فهمته فى شكله الرومانسي الحالم البعيد تماماً عن أرض الواقع ..أو هكذا وصلنى ..وهو أمر فى مجمله يحتمل قليل من الصواب كثير من الدهشة والتفكير !!




فجناب السفيرة نبيلة مكرم،أعلنت عن متابعتها عن كثب وأولًا بأول لأوضاع الجالية المصرية والمصريين بقطر،بإعتبار هؤلاء المواطنون سيكون الهدف الأسهل لإنتقام القيادة القطرية ومعاقبة الدولة المصرية بإنهاء عقود غالبية المصريين العاملين بقطر والذين يشكلون عددًا لابأس به سيضغطون على مرافق وخدمات مصر مما سيشكل (شوكة إجتماعية) فى ظهر القيادة المصرية التى تواجه بطبيعة الحال أزمات مختلفة أبرزها الوضع الإقتصادى المتأزم وإرتفاع الأسعار بصورة أرهقت كاهل مواطنى الداخل فما باللك بإنضمام بضعة الآف عائدين لأرض الوطن مما يزيد الطين بله!!


أما التصريح المثير للتساؤل والإندهاش فهو :"أن هناك تأهب بالوزارة حال عودة أى مصرى من قطر لمساعدته وتوفير فرص عمل له، وبالتنسيق مع القوى العاملة سيتم استيعاب من يقرر العودة النهائية لوطنه، فلدينا فرص عمل للى عاوز يرجع".


بداية فإن البديهى -وهذا منذ زمن بعيد-آن من قرر الإغتراب والعمل فى دول الخليج ، قد قرر ذلك لتحسين ظروفه الإقتصادية إما بأخذ أجازة من عمله لمدة عام تجدد كل سنة اذا كانت اللوائح والظروف تسمح بذللك ، أو بالإستقالة تمامًا أو أن يكون مغامرًا ليس لديه وظيفة من الأساس وقد قرر أن يترك بلده تحت أى ظرف ودون النظر للخلف ؛ وإذا أضفنا الى ذلك ما تمر  به مصر من حالة الركود الإقتصادى ووجود تفكير فى التخلص من حالة الترهل الوظيفى الموجود بالجهات الحكومية، مع إزدياد معدلات البطالة بين الشباب بسبب حالة الإنكماش الموجودة ...فإن تصريح سيادة السفيرة سيثير حتمًا الكثير من التساؤلات (والإندهاشات)، فالتناقض الصارخ بين التصريح وإمكانياتنا فى تلك الظروف الراهنة سيصعب من مهمة إستيعاب وفهم ذلك التصريح الغارق فى الرومانسية المسكن للألم !


وحتى كتابة هذة السطور، لم تقدم سيادة السفيرة خطة وزارتها وإستعداداتها لمواجهة هذا الأمر فى ظل تلك المتغيرات والأوضاع التى ذكرتها ، وإن كان الامر سيكون سهلًا بالنسبة لأولئك الذين حصلوا على أجازات سنوية ولديهم بالفعل وظائف محجوزة فى إنتظارهم ، أما غير ذلك فربما سيكون فى علم الغيب، حيث أثبتت تجارب المصريين العاملين بالخارج خاصة الذين عملوا فى ليبيا تحديدا فى فترة العقيد القذافى والتى كانت تشكل تهديدًا يلوح به النظام الليبى كلما تأزمت العلاقة مع مصر ، وفى كل الأحوال كانت الدولة المصرية (بتشيل الطين) تحسبًا لعودة أعدادًا كبيرة ، وفى الأغلب كانت تقف عاجزة أمام غالبيتهم فى إيجاد فرص عمل مناسبة .


الخلاصة أننى لا الوم هنا الوزيرة النشطة على تصريحها.. فهذا دورها وحقها طالما أنها قادرة على تحقيقه بأية طريقة ، ولكننى فقط أطالبها بأن تخبرنا بالآليات التى ستتبعها لتنفيذ هذا الوعد ، وهو الذى سيجعل ٣٠٠ الف مصرى- وفقًا لتقديرات وزارة الهجرة  منهم ٧٠ الف مسجلون رسميًّا كعاملين بقطر- لا يخشون تداعيات المستقبل ولا مفاجآته غير السارة.  
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز